✍ أحلام محمد الفكي : نداء العزة ؛ التحدي الآن بعث الروح السودانية
أيها السودانيون الأماجد، يا أحفاد المجد والتاريخ!
في هذا المنعطف الحاسم من تاريخ الوطن، حيث تتلاطم أمواج الفتنة والتحديات، وحيث تُعزف ألحان التضحية على أوتار الصبر، لم يعد الأمر مجرد أمنيات عابرة أو أحلام وردية. التحدي الآن هو جوهر البقاء، وإرادة البعث، وصيحة اليقظة التي يجب أن تهزّ كلَّ وجدان وتوقظ كلَّ ضمير! لقد حان الوقت للارتفاع فوق ركام الصغائر، والتحليق بأجنحة العزيمة نحو سماء المجد الذي ينتظرنا. إنَّ ما يُطلب منكم اليوم ليس مستحيلاً، بل هو عودة إلى فِطرتكم السمحة، وإلى القيم الراسخة التي بنت هذا الوطن العظيم.
إنَّ أول وأجلّ ما يُطلَب هو جمع الكلمة وتوحيد الصفوف والتعاون. لا قوة تضاهي قوة الشعب الواحد، الذي تنصهر خلافاته في بوتقة العشق الأبدي للوطن. لن تكون هناك هزيمة ما دام القلب السوداني ينبض بالإخاء، ويداه تتشابكان في وجه العاصفة. لتكن حربكم المقدسة القادمة على القبلية والعصبية والعنصرية، هذه أوبئة قاتلة لا تعرف وطناً ولا انتماء، ارموا بها في غياهب النسيان، وعانقوا الهوية السودانية الجامعة التي تسع الجميع. طهروا أرضكم الطاهرة من كل طابور خامس وخائن ومندس. هؤلاء هم العلقم الذي يسري في عروق الوطن، يبيعون الضمير بثمن بخس، واليقظة الشعبية هي خط الدفاع الأول، فكونوا عيون الوطن الساهرة.
إنَّ النصر الحقيقي يبدأ من الأعماق، من العودة إلى الله بنوايا خالصة لوجهه العلي القدير. حين تستقيم العلاقة مع الخالق، تستقيم الحياة، ويُبارَك الجهد، وتُشرق شمس الأمل. لتكن معركتكم شرسة ضد الفساد والاحتكار، هذا السوس الذي ينخر في جسد الاقتصاد ويُفقِر الشعب، ولا تساهل مع من يغتني على حساب الوطن. إنَّ الظلم يهدم القصور، والعدل يبني الأمم. التحدي المطلوب الآن هو إقامة العدالة، ورفع الظلم وهضم حقوق العباد، وتطبيق قانون "من أين لك هذا" بكل حزم وشفافية.
أعظم جهاد هو جهاد النفس. التحدي المطلوب الآن هو الارتقاء والسمو بالأنفس عن كل الصغائر والأطماع الشخصية، وتقديم مصلحة السودان فوق كل اعتبار. حين ينتصر كل فرد على أنانيته وهواه، تتوحد إرادة الشعب، وحينها، بإذن الله، سينتصر الشعب والجيش معاً، وستعود شمس السودان لتملأ الأفق بالضياء.
يا شعب السودان العظيم.. إنَّ المرحلة الراهنة هي فُرصة تاريخية لا تُعَوَّض لإعادة صياغة المستقبل، وتجديد العهد بينكم وبين وطنكم. لا تنتظروا بطلاً يأتي من السماء، فالبطل يسكن في كل واحد منكم. انهضوا بقلب رجل واحد، واستلهموا العزيمة من تاريخكم المجيد، وازرعوا الأمل في نفوس أجيالكم. نصر الله جيشنا الباسل، وحمى بلادنا من كل عدو ومتربص، وكتب للسودان فجراً جديداً من العزة والكرامة.


