رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار

السودان في أسبوع : المطار والمفاوضات تغطي على أسبوع ساخن من إنتهاكات المليشيا في الفاشر

شهدت الساحة السودانية الأسبوع المنصرم جدلا إعلاميا كثيفاً حول إعادة تشغيل وإفتتاح مطار الخرطوم واستهدافه بالمسيرات من قبل المليشيا المتمرد وحول المفوضات بينها والحكومة لوضع نهاية لحرب إمتدت لما يقرب من 30 شهرا، وقد غطى هذا الجدل على أحداث مروعة وهجمات دامية على مدينة الفاشر المحاصرة، حيث شهدت المدينة موجة من العنف المخطط أدت إلى سقوط مئات الضحايا من المدنيين، فيما لازالت التحذيرات من تدهور كارثي في الأوضاع الإنسانية في درافور التي تطلقها الحكومة والسودانية ومنظمات المجتمع المدني تفضح الصمت الدولي.

جدل أمني وسياسي

في الخرطوم ما أن أعلنت السلطات السودانية تدشين تشغيل مطار الخرطوم بإستقبال أول رحلة مدنية، سارعت مليشيا الدعم السريع المتمردة بمهاجمته بالطائرات المسيّرة لأيام متتالية، ما أدى إلى جدل في الساحة الإعلامية السودانية بين من يرى تأجيل خطط إعادة التشغيل لمزيد من التأمين وبين من يرى مواصلة الرحلات المحلية بإعتبار أن الهجمات ما هي إلا فقاعات إرهابية لخلق البلبلة وإحباط جهود الحكومة في تطبيع الحياة في الخرطوم وتشجيع عودة المواطنين.

تقارير صحفية وأممية أدانت إستهداف البنى المدنية وحذرت من تبعات مثل هذه الهجمات على سلامة المدنيين.

جدل المفاوضات

في ذات التوقيت تسربت تصريحات وأخبار عن مفاوضات غير مباشرة وضغوط دولية تجمع الحكومة السودانية والمليشيا المتمردة في العاصمة الأمريكية واشنطون، فقد أفادت تقارير دبلوماسية بعقد محادثات غير مباشرة برعاية أمريكية لإيجاد آلية لتهدئة مؤقتة وفتح ممرات إنسانية في السودان، بينما نفت جهات رسمية ذلك، فقد أصدر مجلس السيادة بيانا نفى فيه وجود أي تفاوض مباشر أو غير مباشر مع المليشيا المتمردة، فيما أصدرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي تصريحات صحافية حول سفر وزيرها وفق دعوة أمريكية لمباحثات حول العلاقات الثنائية.

هذا الأمر أصبح مثار جدل كثيف حول حقيقة أن هناك مفاوضات بالفعل أم لا، لكن تظل الحقيقة المعلنة من جانب الحكومة هي الرواية السائدة حتى الآن فيما تبحث أطراف أخرى عن تصريحات هنا وهناك لتؤكد وجود مفاوضات وأن النفي الحكومي غير صحيح وأنه محاولة من الحكومة لتجنب بلبلة بين داعميها.

الفاشر تنزف..

هذا الجدل غطى أو جاء خصما على التغطية الإعلامية لتفاقم العنف في دارفور واستمرار جرائم المليشيا، فقد أشارت تقارير ومصادر من الفاشر إلى تسجيل مئات الضحايا خلال الأسبوع الماضي بسبب هجمات مرتزقة مليشيا الدعم السريع على المدينة من عدة محاور، بجانب قصف المدينة بالمدفعية والطيران المسير الذي يستهدف تجمعات النازحين والمدنيبن، مع إرتفاع معدلات وفيات الأطفال جراء سوء التغذية الحاد وفق ما نشرته تقارير منظمات أممية وأسهمت في تعميقه مليشيا الدعم السريع بمنعها دخول المساعدات والأغاثة للمدنيين في الفاشر وسط صمت دولي يستنكره الضمير الإنساني.

في المحصلة، يعكس المشهد السوداني هذا الأسبوع استمرار التعقيد في جميع المسارات وتضارب المواقف بشأن الحلول، بينما تتواصل الانتهاكات بحق المدنيين في دارفور وسط تراجع الاهتمام الدولي.

وبينما تسعى الحكومة لتثبيت مظاهر السيادة عبر إعادة تشغيل المؤسسات الحيوية، تبقى الأزمة الإنسانية في الفاشر عنواناً صارخاً ينتظر إجراءات قوية تضع حداً لمعاناة المواطنين.