✍ د. طارق عشيري : همسة وطنية ؛ السودان لايموت
السودان الجريح؟ ما أثقل هذا السؤال على القلوب! فالسودان، ذلك الوطن الجميل الذي كان مهبط الطيبة والكرامة، صار اليوم جريحًا تتنازعه الحروب وتغزوه الأحزان. أرض كانت مهدًا للعطاء، صارت مسرحًا للدمار، وبيوت كانت عامرة بالضحك باتت صامتة إلا من أنين النازحين.
إلى متى يظل السودان ينزف؟
إلى متى يستباح ترابه وتضيع أحلام شبابه؟
لقد أرهقتنا الحروب، وأتعبتنا الصراعات التي لا رابح فيها إلا الخراب. وطننا اليوم يحتاج إلى وقفة صادقة، لا بالشعارات بل بالأفعال، ليعود كما كان منارة للخير وموئلًا للسلام.
فالسودان لا يموت، حتى وإن خنقوه بالدخان والدمار. فيه شعب لا ينكسر، مهما اشتدت الأزمات. شعب إذا سقط نهض، وإذا انكسر جبر كسره بالصبر والإيمان.
سيأتي يوم يضمد السودان جراحه بيد أبنائه، ويعود النيل يغني للحياة بدل الحزن. سيأتي فجر يعانق الخرطوم فيه النور من جديد، وتعود الأفراح إلى الديار التي هجرتها البكاء.
فليكن سؤالنا القادم ليس “إلى متى الجراح؟” بل “كيف نصنع الشفاء؟”
لأن السودان يستحق الحياة.السودان لا يموت، لأنه ليس مجرد أرض وحدود، بل روح تسكن في قلوب أبنائه أينما حلّوا. قد تضعفه الحروب وتجرحه الأزمات، لكنه ينهض دوماً من تحت الركام كطائرٍ عنيد، يرفرف بجناحي الأمل والعزيمة. فالسودان فكرة خالدة في وجدان شعبه، ووعدٌ بالحياة لا ينكسر، ما دام في هذه الأرض قلبٌ ينبض بحب الوطن وسودان مابعد الحرب اقوي واجمل.


