رؤية جديدة السودان

رؤية جديدة السودان

قناة رؤية جديدة
أهم الأخبار
نقابة المحامين السودانيين ترحب بقرار مجلس حقوق الإنسان بإدانة إنتهاكات وفظائع مليشيا آل دقلو الإرهابية والمتحالفين معها والي الخرطوم يتفقد الوادي الأخضر والتلال بشرق النيل ويتعهد بدعم خدمات المياه والصحة والتعليم ✍ محمد حامد جمعة نوار : الإعلام الإماراتي ركز على مخاطبة السودانيين بعثة دولية تحقق في فظائع الفاشر.. والموقف السوداني يرحّب ويحذّر تقرير : آمنة السيدح رئيس مجلس السيادة القائد العام : الحرب لن تنتهي إلا بنهاية التمرد 4 آلاف أسرة تنتظر التدخل والصحة الإتحادية تعلن إلتزامها بمعسكر الأبيض ✍ د. ماجد السر عثمان : مراسي ؛ سبع عجاف ثم جاء أحمد مندوب السودان الدائم بجنيف يؤكد لمجلس حقوق الإنسان أن الجلسة الخاصةّ بأحداث الفاشر عكست إجماعاً دولياً على إدانة المليشيا الإرهابية وراعيتها الإمارات المقاومة الشعبية بالشمالية تكمل تدريب 71 ألف مستنفر الخارجية ترحب بقرار مجلس حقوق الإنسان بجنيف بإدانة مليشيا الدعم السريع صحة الخرطوم تتفقد مستشفيات العيون في اليوم العالمي للبصر نائب رئيس هيئة الأركان للتدريب يلتقي باللجنة العليا للإستنفار والمقاومة الشعبية والإدارة الأهلية بالنيل الأزرق

✍ د. ماجد السر عثمان : مراسي ؛ سبع عجاف ثم جاء أحمد

من حق الفنان على جمهوره أن يحبوه…

لكن من النادر أن نرى جمهورًا يردّ الجميل بهذه الحماسة والوفاء.

وهذه كلماتي في حق الشاب النبيل أحمد الصادق، بعد ظهوره الأخير الذي أعاد للمسارح شيئًا من روحها الذي افتقدناها.

قمة الوفاء الحقيقي لا تُقاس بالتصفيق، بل تُقاس بالقلوب حين تقف على حافة الرجفة.

وهذا ما شهدناه مع الإمبراطور أحمد الصادق.

أحمد… ذاك الفنان الذي أطلَّ على الساحة قبل أكثر من عشرة أعوام، هو وأخوه حسين، قادمين من أسرة عُرفت بالاعتدال والتهذيب. بدأوا طريقهم بمدح المصطفى عليه الصلاة والسلام، ثم شقَّ أحمد مساره الخاص، بصوتٍ مائلٍ للنداوة، وبحةٍ محببة وأداءٍ يشبه الماء حين ينساب على حجر قديم.

أحبَّه الشباب لثلاثة أسباب:

جمال صوته…

جمال سلوكه…

وجمال هيئته…

فصار قريبًا منهم كما لو كان الصوت الذي ينوب عن أحلامهم الصغيرة.

لكن الحياة، حين تمتحن، لا تستأذن.

فقد انحنى صوته أمام عِلّة ظاهرة. غيره كان سينهار، أو قد يهرب إلى المخدرات كما يفعل بعض المشاهير حين يفقدون بريق الجمهور. لكن أحمد اختار طريقًا آخر… طريق النبل.

آثر الصمت.

ابتعد بهدوء.

دون أن يساوم نفسه أو يخذل قيمه.

ورغم غيابه، ظل حب الناس له حاضرًا. لم ينسه جمهوره، ولم يتخلَّ عنه الوسط الفني. وكأن الجميع أدرك أن ابتعاده لم يكن هروبًا، بل وفاءً لذاته وصوته.

ثم جاءت لحظة الظهور الأخيرة قبل يومين… لحظة تشبه عودة الضوء بعد انقطاع طويل.

أحسب أنها سبقتها مشاورات، وتردّد، وربما دمعة خفية.

لكن حين اعتلى المسرح…

لم يكن الجمهور يستمع!

كان ينهض إليه بقلوبه قبل أقدامه.

كانت إطلالته وحدها موسيقى… ووقوفه وحده غناء.

فرحوا كما لم يفرحوا من قبل.

وامتلأت القاعة بولاء نادر، وأخلاق سودانية أصيلة.

وزاد المشهد جمالًا مشاركة معظم الفنانين الشباب له في الغناء على ذات المسرح.

وذلك مشهد لا يحدث إلا لمن يستحق… ولمن زرع الجمال في الناس فحصدوه وفاءً.

آلمني ما كتبه بعضهم من تناولٍ فطير لا يرى إلا السطح.

يا هؤلاء…

ما جرى ليس مجرد حفل.

إنه رسالة: أن الشباب السوداني لا يزال بخير.

وأنه ما زالت في هذه المدينة روح تشبه تلك التي رفعت لاءاتها الثلاث في وجه النكسة، ووقفت، رغم الألم، مع جمال عبد الناصر وقضية الأمة.

أحمد…

إن كان الصوت قد تعب يومًا، فالقلوب لم تتعب.

وإن مرت بك سبعٌ من العجاف، فاعلم أن بين الناس من يزرع لك سبعًا من الخِصب.

عد كما يليق بك…

فثمّة مسارح تنتظر، وجمهور يعرف أنك لم تغِب إلا لتعود أجمل.