رؤية جديدة السودان

قمة بغداد.. السودان فى ”الأجندة العربـيـــــــــة”..!!

لقاءات جابر علي هامش قمة بغداد
محمد جمال قندول -

تقرير : محمد جمال قندول


يقود عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق مهندس إبراهيم جابر، وفد السودان المشارك في القمة العربية الرابعة والثلاثين، التي تنعقد في العاصمة العراقية "بغداد" صباح اليوم "السبت".

وينتظر أن تستعرض القمة عددًا من القضايا التي تشهدها المنطقة، وتطورات القضية الفلسطينية، والأزمات في الشأن العربي.

أُطروحات

وكان عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق مهندس إبراهيم جابر إبراهيم مساعد القائد العام للقوات المسلحة قد وصل إلى بغداد أمس، حيث أجرى عددًا من المباحثات الثنائية، والتقي الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي حيث استعرض جابر تطورات الأوضاع بالبلاد.


ويقول الإعلامي الحاج أحمد المصطفى إنّ مشاركة الفريق إبراهيم جابر تؤكد على شيئين: الأول هو حرص السودان على عدم قطع شعرة التواصل مع أشقائه العرب رغم مواقف جلهم السلبية من التعاطي مع الحرب المفروضة على بلادنا، إذ نجد أن الجامعة العربية لم تتخذ أي موقف قوي تجاه هذه الحرب أو من يمولونها ممن هم ضمن عضوية الجامعة، بجانب الدول الأفريقية الأخرى مثل: "تشاد، وأفريقيا الوسطى".
وواصل الحاج وقال إنّ المشاركة بأحد قادة البلاد ممثلًا في الفريق إبراهيم جابر -وهو من العارفين ببواطن الحرب وتشابكاتها- الامر الذى يمكنه من تقديم أُطروحاتٍ وسردٍ تفصيلي لما يدور في السودان من تدمير للبنى التحتية، وانتهاك لحقوق المدنيين. كما أن الفريق جابر ممسك بالملف الاقتصادي الذي سيفُتح في الفترة القادمة عبر مشروعات إعادة الإعمار وما يحتاجه السودان لفترة البناء والإعمار وهذا بلا شك ما سينجح في تقديمه الفريق إبراهيم جابر.

خطاب الدولة
ويقود جابر وفدًا يتقدمه وكيل وزارة الخارجية السفير حسين الأمين، والمندوب الدائم لجامعة الدول العربية سفير السودان لدى القاهرة الفريق أول عماد عدوي.
وقال الخبير والمحلل السياسي د. طارق حسين لـ"الكرامة"، إنّ مشاركة عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق مهندس إبراهيم جابر مساعد القائد العام للقوات المسلحة على رأس الوفد، يؤكد أن السودان ما زال حاضرًا بقوة على الطاولة العربية، وأن الدولة السودانية بقيادة الجيش قادرة على تمثيل إرادة شعبها وصيانة سيادتها في مواجهة الميليشيا الخارجة عن القانون.


وأوضح حسين أن لقاء الفريق جابر بالأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ثم برئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف، يعكس حراكاً دبلوماسياً واعياً ومدروساً لإعادة السودان إلى موقعه الطبيعي داخل المنظومتين العربية والأفريقية، بعد أن حاولت بعض القوى تهميشه أو تشويه صورته عبر حملات إعلامية وسياسية مناوئة.


وأضاف د. طارق : الفريق جابر لم يذهب إلى بغداد ليبحث عن تعاطف، بل ذهب حاملاً خطاب الدولة السودانية القائمة على مؤسساتها الوطنية، ومعبّراً عن نبض ملايين السودانيين الذين يقفون خلف القوات المسلحة في معركة استرداد الأرض والدولة من قبضة التمرد والخراب.


وأشار محدّثي إلى أن المطالب التي قدمها الوفد السوداني وعلى رأسها الحاجة للدعم العربي في مجالات "الكهرباء، والمياه، والتعليم، والصحة" لم تكن مطالب رفاه، بل نداءاتٍ عاجلة لإعادة الحياة إلى المناطق المحررة من سيطرة الميليشيا، لافتاً إلى أن البنية التحتية في معظم المدن تضررت بشكل بالغ بفعل الاستهداف المتعمد لمراكز الخدمات الحيوية.


ويرى حسين أن القمة العربية مثلت فرصة ذهبية للدبلوماسية السودانية الرسمية كي تخرج من دائرة الدفاع إلى مربع الهجوم السياسي الإيجابي، من خلال تقديم سردية الدولة الحقيقية، وتفنيد المزاعم التي تُطلقها بعض المنصات الإقليمية والدولية بشأن الأوضاع في السودان.


وأكد الخبير والمحلل السياسي د. طارق حسين أن إشادة رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بالانتصارات الميدانية للجيش السوداني وسيطرته على مناطق واسعة، تعد رسالةً قويةً بأن أفريقيا تدرك تماماً من هو الطرف الذي يحمل مشروع الدولة، ومن هو الطرف الذي يسعى لتقويضها.


واختتم طارق بشير إفادته بالقول: "السودان اليوم لا يطلب من أشقائه سوى أن يعترفوا بواقعه كما هو: جيش يحمي، وشعبٌ يقاوم، ومؤسسات تصمد، وأرض تتحرر.. وما جرى في بغداد ليس سوى بداية استعادة الحضور السوداني في محيطه بوجهه الحقيقي وصوته الوطني".