محمد وداعة... يكتب : مبارك .. فى الامارات

كتب السيد مبارك الفاضل ( زيارتي لدولة الامارات رغم انها زيارة خاصة لحضور مناسبة اسرية كان يمكن الاعتذار عنها ، لكن هدفي من الزيارة كان هدم الجدار الزائف الذي عمد علي صناعته جناح الكيزان الذي يقوده علي كرتي لهدم العلاقة مع دولة الامارات الشقيقة التي تربطنا بها مصالح اقتصادية كبيرة وعلاقات امتدّت نحو نصف قرن من الزمان ، لقد هدف علي كرتي وكيزانه الذين سيطروا علي مفاصل السلطة في بورتسودان علي استمرار الحرب من اجل بناء نظام شمولي يعودوا من خلاله للسلطة ، ان موقفنا من الدعوة للتفاوض لوضع نهاية لهذه الحرب صدحنا به من صيف العام الماضي بعد ان بلغت المأساة الإنسانية مداها واستطاع الدعم السريع ان يوسع دائرة الحرب الي ولاية سنار والنيل الأزرق بعد ولاية الجزيرة فتضاعف اعداد النازحين والاجئين. ان موقفنا من هذه الحرب العبثية تحكمه ثلاث اعتبارات ، الاولي عافية وسلامة الشعب، والثانية الحفاظ علي كيان الدولة ، والثالثة الحفاظ علي المؤسسة العسكرية من مزيد من الانقسام نتيجة لهذه الحرب الاهلية وحقن دماء منسوبيها، دولة الامارات لديها دور مهم في المساهمة علي وضع نهاية لهذه الحرب العبثية في السودان والمساهمة في تنمية موارد السودان وإعمار ما دمرته الحرب لذلك العلاقة والحوار معها مهم ومطلوب وهذا دورنا في حزب الامة في قيادة الحركة السياسية ، اننا في كيان الانصار وحزب الامة لدينا قاعدة جماهيرية عريضة وراسخة تقود ولا تنقاد ولا تتاثر بالحملات الساذجة المأجورة ، ومواقفنا هذه ابلغنا بها القيادة العسكرية شفاهة وكتابة، لقد ابلغنا القيادة العسكرية برفضنا امتداد الحرب الي غرب السودان لان ذلك سيقود الي قتال مجتمعات وسوف يؤدي الي مزيد من التمزق في النسيج الاجتماعي وسوف ينعكس ذلك علي المؤسسة العسكرية التي يقاتل ابناء هذه المناطق في صفوفها ) ،
لم اكتب عن زيارة السيد مبارك للامارات لاننى كنت اعتقد انها ( كانت ) زيارة اجتماعية ، اما وقد اخرجها السيد مبارك من سياقها الاجتماعى ووضع لها هدفآ سياسيآ ( هدم الجدار الزائف الذى عمد علي صناعته جناح الكيزان الذي يقوده علي كرتي لهدم العلاقة مع دولة الامارات الشقيقة ) ، عليه نكتب ، و علي ذلك يجب ان يعلم السيد مبارك ان الجدار بين السودانيين و حكام الامارات و بالذات اولاد زايد ، ليس جدارآ زائفآ ، ملايين السودانيين الذين قتلوا و شردوا و نهبت ممتلكاتهم و اغتصبت نسائهم يرون فى الامارات عدوهم الاول ، كل التقارير الدولية و الاممية و الصحفية اكدت ضلوع الامارات فى تسليح المليشيا ، الاسلحة المضبوطة شملت اسلحة امريكية و اماراتية و اروبية وجهتها كانت الامارات ووصلت لايدى المليشيا لقتل السودانيين ،
مبارك و عن عمد يتجاهل ان قيادات سياسية و مجتمعية ذات مصداقية ادانت الامارات بسبب رعايتها للمليشيا ، وان احزاب سياسية كبيرة و مؤثرة و لها جماهيرها الواسعة وقفت علنا و ادانت الامارات و ترى فيما تقوم به عدوانآ على السودان ، مبارك يحصر امر صناعة الجدار على عاتق (الكيزان ) ، و يتجاهل ان الامارت هى من اعتدت على السودان و ساندت المليشيا بالمال و السلاح وتجنيد المرتزقة من دول الجوار و من كافة الانحاء ، و هناك احزاب عارضت بشراسة نظام (الكيزان ) ، و كان لها القدح المعلى فى اسقاطه فى ابريل 2019م ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر (حزب البعث السودانى، و الشيوعى ، الاتحادى ، الوطنى الاتحادى ،و تجمع الوسط و الجمهورى ، الكتلة الديمقراطية ، تحالف الحراك الوطنى ، تنسيقية القوى الوطنية ، تخطى ، الادارة الاهلية .... الخ ) ،هذه الاحزاب وقفت و بكل حزم ضد العدوان الاماراتى، و ما فعلته الامارات بنا و ببلادنا يعطى الحق لكل سودانى يتحلى بذرة من الوطنية ان يقف فى وجه الامارات مدافعآ عن بلاده ، و ( الكيزان ) ليسوا استثناءآ ، يجب عليهم ما وجب على غيرهم ،
هل انهد الجدار لمجرد وصول السيد مبارك للامارات و ملامسة قدميه قاعة كبار الزوار بمطار دبي ؟ ام ان الهدم استوجب اجتماعات و لقاءات ؟ ما يهمنا هو معرفة الخطوات و الاساليب التى اتبعها السيد مبارك الفاضل فى هدم الجدار الزائف ، و هل نجح فى هدم هذا الجدار الذى صنعه (الكيزان ) ، و عما اذا كان قد تعثر فى الجدار ( الزائف ) الذى صنعته القوى الاخرى ؟، ومع من المسؤلين الاماراتيين تحدث السيد مبارك ،ومتى كان ذلك ؟، و لماذا لم يعلن نتائج هدم الجدار للاعلام ؟ و هل قدم تنازلات ، ام حقق مكاسب ، و ما هى ؟ هل تم هدم الجدار ؟
مبارك كان يمكن ان يستمتع بالزيارة الاسرية و الا ( يكسر خاطر الاسرة ) ، باعلانه عن الهدف الحقيقى للزيارة وهو هدم الجدار الزائف ، و ان المناسبة كان يمكن الاعتذار عنها ،و انه (انتهز) المناسبة لهدم الجدار ،
بما ان السيد مبارك لن يعلن عما جرى مع الاماراتيين ، ربما كان الافضل حصر الحديث و الزيارة فى الجانب الاسرى ، و كل عام و انتم بخير ،
7 يونيو 2025م