رؤية جديدة السودان

✍ الطيب صالح العطا : نحوم في أم سور بي رجلنا

-

ننظر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وصحبه وسلم وهو يقف على أطراف مكة يتأمل شعابها ووديانها ويراجع ذكريات الطفولة والنشأة وإنقلاب الأمر بعد نزول الوحي ومالقيه أصحابه من أذى ويقول مناجياً ربه بكامل التسليم رغم ما يعتريه من مشاعر البشر وفراق الأوطان : اللهم أخرجتني من أحب البقاع إلي فأسكني أحب البقاع إليك ، إستسلام كامل لإرادة الخالق وطمعاً في رضاه ورحمته فإستجاب له ربه واسكنه أحب البقاع إليه المدينة المنورة قمة الأمن والأمان والرضى والإيمان وقد جملها المولي وأعدها حتى منزل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وصحبه وسلم بناه له تبع وقال قولته المشهورة لو كان فعلاً نبي آخر الزمان سينزل في هذا البيت والذي إمتلكه فيما بعد أبو أيوب الأنصاري ونزل فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وصحبه وسلم ، وقد أشاد المولى بساكني المدينة المنورة الأوس والخزرج بقوله تعالي : [وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلۡإِيمَٰنَ مِن قَبۡلِهِمۡ يُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَيۡهِمۡ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمۡ حَاجَةً مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٌۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ (9) ] سورة الحَشر

أعد اللّه المدينة المنورة لتكون جنة اللّه في الأرض وأشار نبينا بإشارات تفسر هذا المعني فقال : مابين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ، وسميت روضة لأن النبي صلى اللّه عليه وآله وصحبه وسلم كان يسير فيها بقدميه الشريفتين ذهاباً للمنبر وعودة لبيته وكذلك كان يزور أهل البقيع في الناحية الشرقية من الحرم سيراً بالأقدام ذهاباً وعودة فكذلك هي روضة وأشار لذلك سيدنا علي باب مدينة العلم كرم اللّه وجهه عندما دفن سيدنا عثمان في الإمتداد الذي أصلاً إشتراه من يهودي وأضافه للبقيع وقال : عسى أن يدفن فيه رجل صالح : فدفنه فيه سيدنا علي ولما سئل قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وصحبه وسلم يقول مابين بيتي وقبر عثمان روضة من رياض الجنة فأردت أن أوسع على المسلمين

كذلك كان سيدنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وصحبه وسلم يذهب راجلاً ناحية الجنوب سيراً بالأقدام ذهاباً وعودة ليصلي في قباء كل يوم سبت فهذه أيضاً روضة ويذهب كل يوم أربعاء سيراً على الأقدام ذهاباً وعودة ليزور شهداء أحد وهذه روضة أخرى وكان يصلي العيدين والصلاة جامعة في الناحية الغربية في الساحة التي ظللته فيها الغمامة وبني فيها مسجد الغمامة الموجود الآن هذه روضة أخرى ، فإذا عشت في المدينة بالروح والقلب إستمتعت بجنة الدنيا وغطتك أنوار الجمال فتدفقت إيماناً وحباً

النبي صلى اللّه عليه وآله وصحبه وسلم نزع اللثام عن الذي غطى وجهه في البقيع وقال : والذي بعثني بالحق إن ترابها لشفاء وأمر بإحضار تراب من وادي بطحان وتفل فيه وقال : بتربة أرضنا وريق بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا ؛ وعالج به جرحى أحد فطابوا وكان يداوي به أهل المدينة المنورة

وتحضرني طرفة بنغالي يبيع برتقال فسأله أحدهم هذا برتقال المدينة وكرر السؤال فرد عليه البنغالي : إنت ليش قر قر كتير برتقال خمس دقايق هواء مدينة خلاص برتقال مدينة!!

ويكفينا حديث النبي صلى اللّه عليه وآله وصحبه وسلم لأصحابه المهاجرين عندما إشتاقوا لمكة وعاودهم الحنين وإشتاقوا للعمرة فقال لهم : من إغتسل في بيته وقصد قباء فصلى ركعتين كانت كأجر عمرة فقالوا والسعي بين الصفاء والمروة فقال لهم : الساعي في المدينة كالساعي بين الصفاء والمروة والنائم في المدينة كالعابد في غيرها وقال لهم : من إستطاع منكم أن يمت بالمدينة فاليفعل إني له شفيع وقال : المدينة خير لهم : وقال : من زارني وجبت له شفاعتي

لا أريد أن اطيل ففي المدينة ألف مزار وآية وقصة ولكني ألخص الأمر أن كل خير نازل من السماء لا يأتي إلا عبر منصة التجلي الربانية وهي رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وصحبه وسلم ولا يرفع عمل دون أن يمر عبر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وصحبه وبين ذلك في حديثه : حياتي خير لكم ومماتي خير لكم قالوا عرفنا حياتك تكلمنا ونكلمك فكيف مماتك خير لنا قال تعرض علي أعمالكم إن وجدت خيراً حمدت اللّه وإن وجدت غير ذلك إستغفرت لكم اللّه

نختم بإشارة دقيقة لأولي الألباب ؛ السيدة عائشة رضي اللّه عنها أمرت بأن تفتح فتحة في حجرتها فوق مقام الحبيب صلى اللّه عليه وآله وصحبه وسلم ولا تغلق وإلتزم أهل التطوير والتحديث بذلك فهي موجودة أعلي القبة الخضراء فهل سيدنا النبي صلى اللّه عليه وآله يحتاج لهذه الفتحة وهو القائل : إن لي ساعة مع ربي لا يسعني فيها أحد وقال : إني أبيت عند ربي فيطعمني ويسقيني ؛ هذه الفتحة نحتاج لها نحن خاصة إذا علمنا معنى رحمة للعالمين فماذا يستفيد الحجر والشجر والأرض والحيوانات وماتبقى من العالمين من هذه الرحمة وماذا يجمع العالمين غير الماء قال ربك : وجعلنا من الماء كل شيئ حي أنظروا إلى السحاب وإلى فتحة القبة وطالعوا حديثه : إن اللّه معطي وأنا القاسم

وابيض يستسقي الغمام بوجهه ثمال اليتامي عصمة للأرامل

فهمتوا حاجه؟؟

كسرة : د٠ بكري ربيع حلفاوي من أسرة متعلمة تعرفت به من خلال د٠ نضال شقيقتي وزوجها د٠ هشام رحمه الله فصارت معرفة أسرية المهم بكري دا بحب التجارة وجارية في دمه أهله أصروا يدرس الطب فتخرج ووزع في الإمتياز على مستشفي الدايات لبس سماعتو ودخل العنبر وطبعاً النسوان أهلهم بيحرشوهم كان ما كوركتي الدكاترة والممرضين ما بدوك إهتمام صاحبنا دخل العنبر والشغلة ماراكبة ليهو ، واحدة تكورك اللّه لي يجري عليها التانيه تكورك اللّه لي وهكذا تعب وقف في نص العنبر يلا يا أخواتنا كلنا اللّه لي اللّه لي اللّه لي وقلع سماعتو والسوق جاك زول

خلانا كلنا نكورك اللّه لي لي هسة

التحيه لدكتور بكري ربيع التاجر المعروف بحلفا والرياضي المطبوع بركة الإنفكيت