رؤية جديدة السودان

✍ محمد جمال قندول : ”صمود” ومسلسل الخيانة .. العرض مستمر

-

يبدو أن هزائم ميليشيات الدعم السريع الإرهابية لم تثنِ ظهيرها السياسي "صمود" عن مواصلة جرائمها ضد الوطن واستمرارها في مسلسل الخيانة، وذلك لإيجاد طرق نجاة لمجموعات آل دقلو المتمردة.

وتتحرك "صمود" في دول أفريقيا بغية أن تجمل صورة ميليشيا استباحت الأبرياء في البلاد وقتلت، واغتصبت، وارتكبت انتهاكاتٍ غير مسبوقة في التاريخ القديم والحديث بالمنطقة والإقليم، عبر تمرد ميليشيا الدعم السريع في الخامس عشر من أبريل.

وكانت مجموعة "صمود" قد التقت رئيس جنوب أفريقيا أمس الأول السبت، فيما ذكرت الخارجية في بيانٍ رسميٍ أمس، أن حكومة السودان ترفض أي تعامل من الدول الأفريقية مع هذه المجموعة المعزولة وفتح منابر لها.

دعم الشرعية

وفي بيانٍ رسميٍ أمس الأحد، قالت وزارة الخارجية إنها تتابع تحركات ما يسمى بـ"صمود" أحد الأذرع السياسية للراعية الإقليمية للميليشيا الإرهابية في أفريقيا، بغية إيجاد مخرجٍ سياسيٍ للميليشيا بعد أن توالت عليها الهزائم العسكرية.

الخارجية انتقدت هذا المسلك وقالت إنها ستقيم علاقاتها بهذه الدول في ضوء دعمها للشرعية الوطنية والوقوف إلى جانب الشعب السوداني في معركة الكرامة.

وأضافت في البيان أن مجموعة "صمود" كان لها دورٌ في خلق الأجواء السياسية التي أدت لاندلاع الحرب بسبب إصرارها على احتكار تمثيل المدنيين وإدارة الفترة الانتقالية وإقصاء القوى الأخرى.

وكانت الخارجية قد أشارت في بيانها أمس إلى أن المجموعة المذكورة ليس لها سندٌ شعبي ولا تمثل إلا أفرادها، وعملت على إفشال كل مساعي إطلاق حوار وطني شامل قبل وبعد الحرب.

معركة الكرامة

ويقرأ رئيس تحرير صحيفة "الانتباهة" الكاتب الصحفي والمحلل السياسي بخاري بشير بيان وزارة الخارجية الخاص بمطالبة الدول الأفريقية بعدم التعامل مع مجموعة "صمود"، والتي صنفتها الخارحية بأنها الجناح السياسي لميليشيا الدعم السريع، بأنه قرار تأخر كثيرًا، فقد كان من الضروري على حكومة السودان اتخاذه منذ وقت مبكر.

َويرى بشير أن عددًا من الدول الأفريقية قدمت دعمًا مباشرًا للميليشيا المتمردة، وبعضها كان نقاط عبور لإيصال هذه الدعومات، وقلةً منها اصطفت إلى جانب الميليشيا وساندتها بالسلاح والمرتزقة، لكن كان أكثر ما يؤرق حكومة السودان في العام الأول للحرب هو: أن هناك دولًا أفريقية لها مكانتها في الإقليم فتحت أراضيها للميليشيا واستقبلت قادة الميليشيا استقبالاتٍ شبه رسمية واستضافت أنشطتها، وسمحت لها بعقد المؤتمرات.

ويشتهد بخاري بشير بما حدث في ديسمبر من عام الحرب، حينما استضافت أديس أبابا مؤتمرًا لمجموعة "تقدم" - التي صارت فيما بعد مجموعة "صمود"- وخرج ذلك المؤتمر بتوقيع اتفاق بينها وبين الميليشيا المتمردة، وتم كل ذلك في العلن، وكذلك كينيا، حينما استضافت نيروبي قادة الميليشيا ومجموعة سياسية انقسمت عن "صمود" أطلقت على نفسها مجموعة "تأسيس"، بينما ظل زعيم التمرد محمد حمدان حميدتي يتنقل بين عدد من العواصم الأفريقية.

ويضيف محدّثي أن السودان كل هذه الفترة ظل يتعامل مع أي دولة من هذه الدول بحسب طبيعة العلاقة، ولم تصدر الحكومة قراراتٍ واضحة كما حدث أمس، لذلك وبالتالي، فإن توجه الخارج يوضح شكل علاقات السودان الجديدة مع الدول بناءًا على علاقاتها مع الجناح السياسي للميليشيا. وقد أكدت الخارجية السودانية أن علاقات السودان بهذه الدول ستكون على ضوء دعمها للشرعية الوطنية والوقوف إلي جانب الشعب السوداني في معركة الكرامة، وليس الاعتراف بهذه المجموعة.

وتابع: أكاد أجزم أن للقرار ما بعده، فهو قرار شجاع يوضح مسار العلاقات مع الدول، ما يؤكد أن المرحلة القادمة ستكون حاسمة في كل الأحوال.