رؤية جديدة السودان

✍ أحلام محمد الفكي : لعبة الشطرنج الكبرى ؛ كشف الستار عن تحولات المنطقة

-

في قلب الشرق الأوسط حيث تتشابك المصالح وتتقاطع الخطوط الحمراء تتكشف فصول درامية لم تكن لتُصدق لولا أنها جرت أمام أعيننا ؛ أحداث متسارعة، تبدو للوهلة الأولى كأنها فوضى عارمة، لكنها في جوهرها تكشف عن لعبة شطرنج معقدة، حيث كل حركة محسوبة، وكل تصريح يحمل في طياته أبعاداً أعمق مما يبدو عليه. إنها ليست مجرد صراعات عابرة، بل هي سيناريوهات محبوكة تتشكل في دهاليز السياسة الخفية، وساحات التنافس الجيوسياسى

لطالما كان الشرق الأوسط مسرحاً للتحولات الكبرى، لكن ما نشهده اليوم يتجاوز المألوف. فالمشهد الحالي، بكل تعقيداته وتناقضاته الظاهرية، يدفعنا إلى التساؤل : هل ما شهدناه هو مجرد مناورات سياسية لإعادة ترتيب الأوراق في المنطقة؟

أم أنها بداية لفصل جديد من التعاون السري بين أطراف تبدو متصارعة ظاهرياً؟

إن الوقفات التحليلية تستوجب منا تجاوز السرديات الرسمية والنظر بعمق إلى التحركات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية التي تجري بعيداً عن الأضواء. فما قد يبدو وكأنه تباعد، قد يكون في حقيقته تمهيداً لتقاربات غير متوقعة. وما قد يظهر كصدام، قد يكون جزءاً من استراتيجية أوسع لإعادة تشكيل التحالفات وتقسيم النفوذ.

من الرابح وما الثمن؟

الأكيد أن الشرق الأوسط لا يزال مسرحاً لأحداث تفوق الخيال، وأن فهم ما يجري يتطلب نظرة أعمق تتجاوز عناوين الأخبار وتصريحات المسؤولين. فكل لاعب في هذه اللعبة الكبرى يمتلك أهدافه وأوراقه، ويسعى جاهداً لتحقيق أكبر قدر من المكاسب بأقل قدر من الخسائر.

السؤال الذي يفرض نفسه بقوة هو: من هو الرابح الحقيقي في هذه اللعبة، وما هي الأثمان التي ستدفعها المنطقة على المدى الطويل؟ هل ستكون هذه التحولات بداية لاستقرار دائم ومنطقة مزدهرة، أم أنها مجرد تمهيد لمرحلة جديدة من التحديات والصراعات؟

إن الإجابة على هذا السؤال لن تتضح إلا مع مرور الوقت، لكن المؤكد أن اللعبة مستمرة، وأن تأثيراتها ستطال أجيالاً قادمة