✍ عبدالمنعم يوسف : هدنة الفاشر .. هل تستجيب قيادة الدعم السريع

يترقب سكان مدينة الفاشر دخول الهدنة التى اقترحها الأمين العام للأمم المتحدة وابلغ بها رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان فى إتصال هاتفي واقترح ان تكون أسبوعاً لإيصال المساعدات الإنسانية لمدينة الفاشر التى تعاني من حصار فرضته عليها قوات الدعم السريع لمايقارب العامين منعاً لدخول أي مواد غذائية او مساعدات إنسانية بغية تفريغ المدينة من السكان بعد فشلها فى اسقاطها بيد قواتها عبر أكثر من مئتي هجوم منظم لمحاولة دخول المدينة ، وينتظر حسب مقترح الأمين العام للأمم المتحدة أن تشمل فترة الهدنة المقترحة وقفا شاملة لاطلاق النار من الطرفين داخل المدينة ، بجانب وقف التحركات العسكرية كليا بمافى ذلك الآليات الثقيلة والطيران، ومن ثم السماح الفورى بدخول المساعدات الإنسانية عبر الممرات الآمنة التى يجرى التنسيق لها
بدورها رحبت حكومة السودان بقترح الهدنة وقالت إنها ستعمل على انجاحها وذلك لاكمال وصول المساعدات للمدينة ، الا ان قوات الدعم السريع لم تصدر اى توضيحات او بيانات رسمية بشأن موقفها من الهدنة وهو ما يهدد المقترح وينذر بفشل اي جهود لوصول المساعدات الإنسانية للمدينة
وكما هو متوقع فإن مليشيا الدعم السريع لن تلتزم باى هدنة بخصوص مدينة الفاشر خاصة وان الأمر يتعارض مع استراتيجتها المعلنة وهى إسقاط المدينة فى يد قواتها او تفريغها من السكان وذلك بفرض حصار عليها والقصف المتواصل على المرافق الخدمية ومساكن المواطنين لارغامهم على الخروج من المدينة
وسبق أن اتعرضت قوات المليشيا قافلة مساعدات انسانية تتبع لبرنامج الغذاء العالمى بداية يونيو الحالى فى منطقة الكومة التى تسيطر عليها وهى فى طريقها للفاشر بعد أن عبرت من معبر الدبة بالولاية الشمالية وسمحت لها الجهات الحكومية الا ان المليشيا اعترضها وقتلت الفريق الذى يصاحب القافلة وبعد ذلك اتهمت بها القوات المسلحة
على كل فإن الأمين العام للأمم المتحدة قد تدخل بنفسه هذه المرة لإنقاذ سكان مدينة الفاشر ووجد الترحاب والقبول من جانب الحكومة ، وهى فرصة ليقف على رد الدعم السريع حول المقترح ويتبين بنفسه مواقف الطرفين ، لذا على الأمم المتحدة اتخاذ خطوات أكثر جدية بفرض قرارات صارمة لإنقاذ المدينة وعدم ترك سكانها يعانون الجوع والمرض عبر الحصار المفروض عليهم