✍ أحلام محمد الفكي : الخرطوم تنهض من الدمار ؛ معا نبني المستقبل ونعيد الخضرة والجمال

من قلب الخرطوم مدينة النيلين الساحرة التي طالما عانقت مياهها الزرقاء زرقة السماء، تأتي اليوم صرخات الأمل لتعانق أصداء العمل الجاد وتهدم ركام الألم

السيد والي الخرطوم، بقامة شامخة ورؤية ثاقبة، يقود سفينة إعمار الخرطوم بكل تجرد وإخلاص وتفانٍ، رافعاً شعاراً يلامس شغاف القلوب: "ومعاً نعيد لخرطومنا الخضرة والجمال والإعمار"

لقد حان الوقت لتستعيد الخرطوم بريقها، لتعود ملتقى النيلين بجمالها الآسر وسحرها الأخضر. إنها ليست مجرد دعوة للإعمار المادي، بل هي نداء لبعث الروح في كل مؤسسة ومرفق حكومي، لتعود شوارعها تضج بالحياة، ومبانيها تحكي قصص النهضة.

تحديات الإعمار: حرب نبيلة وشاملة

نعم، الإعمار بعد الدمار هو أصعب الحروب. إنه ليس صراعاً بالسلاح، بل هو معركة إرادة وعزيمة تتطلب حشد كل طاقات المجتمع. من المهندس الذي يرسم خارطة المستقبل، إلى الصانع الذي يشيد البنيان، والزارع الذي يغرس بذور الأمل، والمعلم الذي يضيء دروب المعرفة. الإعمار لا يعرف التمييز، إنه مشروع شامل يضم الجميع، لأن الخرطوم ملك للجميع، وبناؤها مسؤولية الجميع.

ولكن قبل أن نضع حجر الأساس، وقبل أن تُغرس الشتلة الأولى، هناك ركيزة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها: القوة والأمن.

(وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ .)

صدق الله العظيم

فالأعداء الذين عاثوا في الأرض فساداً، قتلاً ونهباً، واستباحوا كل المحرمات،

لن ينالوا منا إلا بقوة ترهبهم وتكسر شوكتهم. بدون قوة وأمن راسخين، لن يكتمل البنيان، ولن تستقر الحياة. الأمن هو الأساس الذي تُبنى عليه كل خطوة في طريق الإعمار.

دعوة للتعاون وبناء المستقبل

إننا نوصي الجميع بالاهتمام بالزراعة، ولو في المنزل، لتحقيق الاكتفاء الذاتي. لتعود الخرطوم إلى سيرتها الأولى، خضراء يانعة، رغم تكالب الأعداء وتحديات المرحلة. دعونا نرفع سقف طموحاتنا، ونتجاوز الألم، لنجعل الخرطوم أفضل مما كانت عليه. ولنستلهم الدروس من تجارب المدن والبلدان التي دمرتها الحروب ثم نهضت من جديد لتصبح منارات للحضارة والعمران.

المستقبل يبدأ اليوم، وبأيدينا نصنعه. هل أنتم مستعدون لتكونوا جزءاً من هذه الملحمة؟...