رؤية جديدة السودان

✍ أحلام محمد الفكي : هل عادت الحياة الطبيعية أم لا يزال الخوف يسيطر على العاصمة والولايات المحررة

-

بعد مرور وقت ليس بالقصير على الأحداث العصيبة التي شهدتها بلادنا ومازالت فى بعض الولايات يظل السؤال الأكثر إلحاحاً على ألسنة المواطنين : هل زالت المليشيات حقًا من العاصمة وبعض الولايات المحررة؟ تتضارب الأنباء وتتزايد الشائعات، مما يترك المواطنين، سواء من عادوا إلى ديارهم أو من ما زالوا ينتظرون، في حالة من الخوف وعدم الاطمئنان. إن ملف الأمن هو الشغل الشاغل للجميع، فكل يوم نسمع عن حوادث نهب وتهديد، تزيد منسوب القلق وتؤكد أن الأمان المنشود لم يتحقق بعد.

لقد حملت لنا الأخبار أمس ما يدعو إلى قلق بالغ : تعرض حافلة ركاب لمحاولة نهب على يد أفراد يرتدون زيا نظاميا وقعت الحادثة قبيل صلاة المغرب في شارع الامتداد بالثورة غرب الحارات عند (كوبري عطية).

لم تتوقف الجريمة عند محاولة النهب، بل تطورت إلى إطلاق رصاص غادر على ركاب الحافلة بعد رفض السائق التوقف، مما أدى إلى مقتل عدد من الركاب بينهم أطفال وإصابة آخرين بإصابات خطيرة. الأسوأ من ذلك، تسبب إطلاق الرصاص في إنقلاب الحافلة، وتوفي أغلب من كان فيها من الركاب.

إن هذا الحادث المروع يسلط الضوء على خطر جسيم : من يقوم بهذه الأعمال الإجرامية هو في مأمن، ويستغل قوته ويرتدي زيًا نظاميا. هذا يعني أن هناك من ينتحل شخصية الجيش لبث الرعب في نفوس المواطنين. هذا التخفي يثير تساؤلات خطيرة : هل فعلاً الكثير من المتمردين قد خلعوا ملابس المليشيات واختلطوا بالسكان؟

هل لا يزال هناك تواصل بينهم وبين قيادات التمرد؟ وماذا عن الأخبار التي تتحدث عن دفن كميات كبيرة من السلاح في المناطق العشوائية والهامشية؟

كل هذه التساؤلات تستدعي وقفة جادة للبحث والتحليل. لا يمكن أن يظل المواطن يعيش تحت وطأة الخوف والقلق، بينما تتكرر حوادث النهب والقتل بهذه الطريقة . إن الأمن هو أساس الحياة الكريمة، وبدونه لا يمكن لأي مجتمع أن ينهض أو يتطور. على الجهات المسؤولة أن تكشف الحقائق بوضوح، وتطمئن المواطنين، وتعمل بكل جدية على بسط الأمن وسيادة القانون، ليعود الأمان الذى طالما حلم به الجميع.