رؤية جديدة السودان

✍ عبد المنعم يوسف : ماوراء قمة العلمين .. بين السيسي والبرهان

-

القمة التى جمعت بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان بمدينة العلمين خلال زيارة البرهان لجمهورية مصر العربية تناولت حسب بيان لمجلس السيادة الإنتقالي

سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيز آفاق التعاون المشترك في كافة المجالات ، بجانب ذلك استعرض اللقاء جهود إعادة

إعمار السودان، بجانب تطورات الأوضاع في السودان والجهود الإقليمية والدولية المبذولة لإستعادة السلام والإستقرار ، كما تناول اللقاء التطورات الإقليمية في منطقة حوض النيل ومنطقة القرن الأفريقي كما شدد اللقاء على ضرورة مواصلة التنسيق والعمل المشترك لحماية الأمن المائي وضرورة إحترام قواعد القانون الدولي بما يحقق المصالح المشتركة لدول الحوض كافة ، هذا حسب البيان الرسمى الصادر مجلس السيادة الإنتقالي

ولكن نجد أن الرئيس السيسي إستقبل قبل لقائه البرهان الجنرال خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي والذى يعرف عنه دعمه لمليشيا الدعم السريع وتتهمه الحكومة السودانية بمعاونة المليشيا على إحتلال منطقة المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا حيث دخلت قوات المليشيا للمنطقة من العمق الليبي وهو الأمر الذى أثار حفيظة القاهرة وعززت من قواتها في منطقة المثلث عند حدودها مع السودان وليبيا تحسباً لأي تفلتات قد تحدث داخل أراضيها

من المؤكد أن هذا الملف كان حاضراً خلال القمتين للسيسي مع حفتر ومع البرهان وأن هناك تنسيق يجري الإعداد له ، ولكن ماهو شكل هذا التنسيق أو التحرك وهل سيكون لقاء بين البرهان وحفتر كما روجت له بعض المصادر وما الدور الذى يمكن أن تلعبه مصر مستقبلاً في هذا الملف من أجل حماية الحدود المشتركة

وغير بعيد عن هذا الملف كان قائد المليشيا قد غازل فى خطابه الأخير الجانب المصري وتحولت لهجته تجاهها من العدائية إلى مرونة واضحة فى محاولة منه لكسب الجانب المصري خاصة في منطقة المثلث الحدودي ، فهل يمكن أن يلعب الجنرال خليفة حفتر دور الوسيط بين المليشيا والجانب المصري من أجل تحسين العلاقات بينهما وإذا حدث ذلك فعلاً هل يمكن لمصر أن تقود وساطة بين الحكومة السودانية والمليشيا أم سيظل كل ذلك مجرد تكهنات

ولكن نجد أن مصر تربطها علاقات متميزة مع الإمارات الداعم الأكبر للمليشيا ولها علاقات جيدة مع خليفة حفتر فهل تستثمر مصر علاقاتها مع هذه الجهات للعب دور أكثر فاعلية فى التعاطي مع الملف السوداني