رؤية جديدة السودان

✍ آمنة السيدح : تنظير الأمل و بلاد الفرنجة

-

عندما تم تعين رئيس وزراء استبشرنا خيرا، لانه يوقف نداءات المطالبين بحكومة مدنية، ولكن إعلان الحكومة تأخر كثيرا، وفي التأخير مشكلة، خاصة مع وضع السودان الحالي، والذي يعيش ويلات الحرب بكل أنواعها المألوفة وغير المألوفة، والان وبعد سيطرت الجيش على مواقع كثيرة كان لابد من حكومة مدنية تحمل عنه عبء العمل التنفيذي، ورغم أن الوزراء السابقين كانوا مكلفين إلا أنهم وإلى حد ما لم يقصروا، وقاموا بواجبهم واكثر، ولكن كان وجود رئيسا للوزراء غير مكلف من الضرورة بمكان، ونعود ونقول إن التأخير في تشكيل الحكومة وإعلانها مجزئة جعلها عرضة لحديث المدينة.

سادتى قد أثار تعيين بروفسور معز عمر بخيت لغطا كبيرا، فتارة يوصف بأنه قحاتي، واخري إنه شيوعي، ونحن اولا نقول لن تجد الدولة كفاءات ليس لها جذور حزبية، فإذا خلع ثوب التحزب فمرحبا به وزيرا للصحة، وإذا لم يتركها فالبلاد والعباد في غنى عنه، فالسودان عانى من الحكومة الانتقالية السابقة لكثرت اخطائها، ولأنها تركت مهمتها الأساسية وطفقت تنزل برامج احزابها، ولم تعمل في إطار مهام الحكومات الانتقالية، بل تعدت ذلك بكثير، الآن يجب أن يركز الجميع على أن تضع الحكومة الانتقالية برنامجا محددا ومعروفا يتفق عليه الجميع، وبعد ذلك يركز الجميع على تنفيذه، وهنا تحضرني قصة تعين د. عبدالله حمدوك وزيرا للمالية إبان فترة الإنقاذ، وافق اولا ثم عاد ورفض، المهم في الموضوع أن الفكرة عبرت عن نقطة مهمة، وهي أن هناك وزارات لا تحتمل النسبة مثل المالية والاقتصاد، الصحة والتعليم وغيرها، لذا اقول انه إذا كانت هناك كفاءة يمكن أن تعين ولديها خلفيات حزبية، أو مواقف موجهة، فيجب أن لا يعترض عليه أحد، وإذا أراد كامل إدريس الآن أن يعين شخصا إسلاميا أو غيره فيجب أن لا يعترض أحد، لأن الكفاءة كفاءة لا تحتمل التسيس.

ولعل ما استوقفني أنه استجلب كفاءات من الخارج، وكأن السودان خالى من الكفاءات، أصدقكم القول سادتي نحن نعلم عددا كبيرا من الذين يمكنه أن يديروا وزارات وبكل قوة، منهم أساتذة الجامعات السودانية وغيرهم من الحاصلين على الشهادات فوق الجامعية، وهناك شهادة خبرة لا يملكها القادمين من الخارج، وهي التعايش مع المشكلات السودانية، وكيفية التعامل معها، هل يا ترى ما تزال تسيطر علينا عقدة الأجانب أو حتى السودانيين في بلاد الفرنجة؟!.