✍ أحلام محمد الفكي : السودان بين مطرقة المؤامرات وسندان الصمود ؛ صرخة من قلب الأمة

يا أهل السودان الأوفياء، يا من اكتوى بنار الحرب وأنتم لها كارهون، يا من حملتم عبء النزاعات التي لم تختاروها!
منذ زمن بعيد، ووطننا الحبيب يعيش تحت وطأة صراعات لم تكن يومًا من جوهر نسيجه الأصيل. لم تكن شرارة التمرد الأولى، ولا تلك الحركات التي رفعت شعارات براقة، سعيًا خالصًا للحق، بل كانت - وما زالت - أدوات لفرض أيديولوجيات غريبة، مستوردة من مشارب غربية
لا تمت بصلة لحياة شعب السودان المسلم الأبي.
أيادي خفية وعقوبات ظالمة
لقد عملت العديد من الدوائر الغربية، تلك التي تكن للسودان أهدافًا ومطامع لا تخفى، على جر بلادنا إلى مستنقع الحروب والعقوبات الظالمة. لقد انتظمت الحملات الممنهجة ضد السودان في صور شتى، وتوالت الضربات تلو الضربات حتى أفلحوا في حياكة أخبث المؤامرات: تجنيد أبناء الوطن ليصبحوا وقودًا لدماره.
لقد كانت هذه هي الطامة الكبرى، أن يُصبح السودان يُحارب بأيدي أبنائه، عملاء لدول لا ترى في استقراره وسلامه إلا كابوسًا يهدد أحلامها في نهب ثرواته وخيراته. إنها حقيقة مريرة: دول كثيرة تستفيد من خيرات السودان، بطرق مباشرة وغير مباشرة، وتعتمد عليه في رفاهيتها.
لم يخرج الاستعمار من أرض السودان إلا بعد أن غرس أحقاده وبذور الفتنة بين القبائل والأقاليم، أملًا في العودة واستكمال ما تبقى من كنوز السودان التي لم ينعم بها أهل السودان البسطاء. لقد زرعوا الشقاق، وانتظروا الحصاد المرير.
صمود وإيمان في وجه التحديات
ولكن، وكما جاء في كتاب الله الكريم: "كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ". نعم، رغم هذا القتال المرير، ورغم الحزن الذي يخيم على سماء السودان، فإن الحق لا يعود إلا لأهله، ولا يثبت إلا بالقوة والشجاعة.
إننا اليوم في مواجهة حملات صليبية جديدة، تم هندستها ببراعة من قبل عملاء في الداخل، لفرض الهيمنة على هذا البلد الكريم المعطاء. ولذلك، لا بد من الثبات! لا بد من المواجهة!
كونوا يدًا بيد... ضد الأعداء!
اتحدوا! تعاونوا! ضموا الصفوف ووحّدوا كل الجهود المخلصة. انيروا لهذا الشعب آفاقًا جديدة من الأمل والتفاؤل. قفوا صفًا واحدًا في وجه كل من يكره شعب السودان، وكل من يطمع في خيراته. إن قوة السودان تكمن في وحدة أبنائه، وفي إصرارهم على الدفاع عن تراب الوطن ومقدراته.
لقد عانى شعبنا ما يكفي من الانقسامات والفتن. حان الوقت لنتجاوز خلافاتنا، ولننظر إلى مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. فالأرض لنا، والخيرات لنا، والمستقبل لنا. وكما قال الشاعر ..:
إذا الشعب يومًا أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر
هذا هو عهدنا، وهذه هي إرادتنا. متى آمنا بأننا قوة لا تقهر حين نكون متحدين.
هل أنتم مستعدون لتلك اللحظة التاريخية؟
هل سترفعون راية الوحدة والصمود، لتعيدوا للسودان مجده وتاريخه؟
اذا فلنجعل إيماننا بالله وعزيمتنا سلاحنا، ولنقف صفًا واحدًا في وجه كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات وطننا. حتى يكتب الله لنا النصر المبين، أو نموت ميتة عز وشرف، ندافع فيها عن ترابنا، وعن شرف أمتنا.