رؤية جديدة السودان

✍ آمنة السيدح : تنظير تأشيرة الأجانب!!

-

جاء في الاخبار انه تم إيقاف إصدار تأشيرة الكاونتر للأجانب عند وصولهم لمطارات السودان، وأعتقد أن الخبر قد نزل بردا وسلاما على أهل السودان بعد أن شاهدوا الكم الهائل من الأجانب وهم يهرولون للعودة الى بلادهم بعد اندلاع الحرب في السودان، وتسألوا عن هذا العدد الكبير الموجود حينها في السودان، رغم الظروف الصعبة التي كانت تعيشها البلاد، بل إنهم تسألوا عن كيفية دخول هؤلاء الأجانب للسودان، ولكن دون أن يجدوا جواب، الا ان الإجابة كانت حاضرة اليوم وهي تأشيرة الكاونتر للأجانب، وهي تأشيرة تمنح للأجانب في المطارات، وبالطبع لها تبعات من إقامة ورسوم وتجديد وغرامات، وهذا النوع من التأشيرات تتخذه دولا كثيرة ولا أعتقد أن عليه غبار، والغريب ان الحكومة قامت بإلغاء هذا النظام دون توضيح أو ذكر أسباب، وأعتقد أن الأمر يحتاج لتفسير حتى لو من باب العلم.

سادتي هناك من يعتقد أن الأجانب يدخلون البلاد بدون إجراءات إقامة، وأنهم لا يطاردون ولا يعاقبون لمخالفتهم مواعيد الاقامة، كما يحدث للسودانيين بالخارج، وهم لا يعترضون على حرص بعض الدول على تقنين الوجود الأجنبي في بلدانهم، ولكنهم يظنون أن الأجانب المتواجدين في السودان يتجولون بلا ضوابط. اعتقد سادتي أن المشكلة في السودان ليست الوجود الأجنبي المقنن، بل المشكلة في حدود السودان الواسعة والتي تمثل أكبر مهدد أمني، لأنها تساعد على تدفق آلاف الأجانب نحو الداخل السوداني، وان وجود بعضهم بدون عمل أو مصدر دخل جعلهم يعملون في أعمال غير شرعية، بل ومخالفة للقانون، وآخرها كان عملهم مرتزقة في مليشيا الدعم السريع المتمردة، والإحصاءات مقلقة جدا، والمؤامرات كثيرة وكبيرة، ومن ينفذونها موجودين بالداخل حتى وإن كان رأسهم المدبر بالخارج.

المهم الان الخطوة ترضي جميع الأطراف، خاصة وأنها تعتبر خطوات تنظيم وتصحيح مسار الوجود الأجنبي بصورة عامة.