✍ أحلام محمد الفكي : قَسَمٌ عظيم... ووعودٌ تتلاشى: حين يهتزّ عرش الثقة بين الحاكم والشعب!

"وإنه لقسم لو تعلمون عظيم"... كلماتٌ ترتجف لها النفوس، وتخفق لها القلوب، تحمل فياتها رهبة الميثاق ودقة العهد. ولكن، ما بالُ الذين اتصلوا بكل يومٍ أمام هذا القسم الجليل، ثم لا يلتزمون بما أوفوا به؟ إنها العضلة التي تتجسد اليوم في حكاياتٍ تتكرر، وقصصٍ تتوالى، لوزراءَ تؤكد على تحملهم مسؤولية مواطن الوطن والوطن، لكن وعودتهم سرعان ما تهاوى أمام رياح المصالح أو عواصف الإهمال.
إن مشكلة الوزراء الذين يؤدون القسم العظيم، ولا يلتزمون بما أوفوا به الشعب من تقديم الخدمات، هي قضية وبسبب الثقة بين الحكومة والشعب. ليست مجرد زلة أو خطأ عابر، بل هي شرخٌ عميق في جدار التوافق الذي ينبغي أن تقوم به على الصدق والإنجاز.
لقد باتت قسم هذه القضية المهمة في السودان، حيث تتابع المرأة، وكل منها تؤدي إلى الإنجليزية، ثم لا يبث أن يوصل منه. يتكرر المشهد، ويتجدد الوعود، ويبقى يستقبل الخدمات الأساسية التي طالما حلم بها، من صحة وبنية تحتية، فلا يجد إلا سرابًا. هذا التكرار المرير يولد جديا بالأس والإحباط، ويقود أي أمل في مستقبل أفضل.
نحو حكومة تتحمل المسؤولية وشعب يراقب!
إن هذه الرسالة لا تضعها في مجرد التنديد أودوديو، بل تتطلب جهودًا فعلية وملموسة للمساءلة والشفافية والتكامل. ولا يمكن أن يسمى هذا الدور على الحكومة وحدها، بل يجب أن يكون هناك تكاتف والتعاون بين كافة أطياف المجتمع.
يأتي هنا دور المجتمع المدني كحجر الزاوية في بناء جسر الثقة المفقود. إن هذا الدور في عدم المشاركة في صنع تعددية رافعية، بل لا يوجد ملحة. يجب مراعاة منظمات المجتمع المدني من:
* المشاركون في تقييم الأداء الحكومي: لا يكفي أن تقدم تقارير الحكومة الذاتية، بل يجب أن تقوم بالتحليل التحليلي من قبل جهات مجتمعية الخير.
* رفع الصوت الشعبي: يجب أن تكون هذه المنظمات لسان حال الشعب، قصيدة عن تطلعاته، وتطالبه، وتضغط من أجل تنفيذ العود.
* بناء الوعي المدني: مساعدة فهم حقوقه وواجباته، وكيفية مساءلة لذلك.
إن العمل الحثيث بين الحكومة، الذي يتحمل مسؤولية العهد، والمجتمع المدني، الذي يمثل عين تضامنية وضمير جماعي، هو السبيل لتحسين الأداء الحكومي، وترسيخ مبادئ النزاهة، والثقة بين الشعب والحكومة. فالقسم ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو ميثاق يُصان، وعهدٌ يجب الوفاء به، وإلا اهتزّ عرش الوطن!