✍ فتح الرحمن النحاس : رباعية ترمب وماوراء الستار

طبخة أمريكية بديلة للحرب
الهيمنة وتغييب إرادة الشعوب
أما لماذا التدخل الأمريكي وعقد مائدة الرباعية وضم آخرين إليها في تغييب متعمد للطرف السوداني الحاكم..؟!! إنها (الغطرسة الأمريكية) المماثلة تماماً لغطرسة (ربيبتها) إسرائيل حينما كانت (ترفض) التفاوض (المباشر) خلال فترات مضت، مع الفلسطينيين وتطلب من (ينوب) عنهم في التفاوض، وهو ماذكره الصحفي محمد حسنين هيكل وقال أن مصر انتدبت الفريق (عبد الغني الجمصي) لينوب عن الفلسطينيين في إحدي المفاوضات...فالرباعية او السداسية، تعني بوضوح أن أمريكا (لاتعترف) بنصر في الحرب يكون لصالح الجيش السوداني، بل الصحيح أكثر أنها (لاترضي) بأن يظهر علي كوكب الأرص شعب يحكم نفسه (بإرادته)، لأنها تظن في نفسها أن إرادتها هي التي يجب أن تسود ولو (بالقوة)...فهذا (منطق لاأخلاقي) اعتادت أمريكا علي فرضه في المنطقة العربية خاصة، وفي بالها (تعزيز) الوجود الإسرائيلي فيها ورعاية مايسمي (بمصالحها) وخرافة أمن إسرائيل، ولاندري أي (مصالح) هذي يمكن أن تأتي (بالقهر) أو أن يتوفر الأمن لكيان (إرهابي عنصري) يحتل بلداً آخر ويقتل شعبه..؟!!
إذاً فإن مائدة ترمب الرباعية، تهدف لإعداد (طبخة أمريكية)، تكون بديلة (لخطة) الحرب التي انتهت إلي (فشل واحتراق) المليشيا وتحول (أحلام المستثمرين) في الحرب إلي (رماد) تذروه الرياح..وعليه لابد من (طوق نجاة) ينقذهم من الوحل في أرض السودان..ومن قبل تكالبت أمريكا وإسرائيل علي (فصل الجنوب) ولاحقاً ندمت أمريكا علي فعلتها، فقد كان طبيخها ذاك (فاسداً) وتريد أن تكرره الآن بفرض طبخة جديدة ترمي إلي (فصل دارفور) أو علي الأقل (سلطة مناطقية) تحت إدارة المليشيا وحلفائها في قحت، فهل تضمن أمريكا ان تستقر الاوضاع هناك..؟!! وهل تنسي وجود قبائل لن ترضي بذلك وستنشأ (صراعات وحروب) بينها وبين السلطة المصنوعة..؟!!...واضح أن امريكا واقعة في (خطل التفكير) وانها لاتريد (إستقراراً) في السودان، فإن كانت بالفعل تسعي لمصالح محددة في السودان، فهذه لن تكون عبر هذه (الطبخة الفاسدة) وكان الاجدر ان تطلبها من الباب عبر الشرعية القائمة..عليه يصدق من يقول أن أمريكا تمثل أهم عوامل (هدم) الامن والإستقرار في العالم وانها دائما تعمل ضد إرادة الشعوب..!!
دولة عظمي تدعي حراسة حرية البشر وحقوق الإنسان، وهي لاتنفك تستخدم منطق (الغطرسة والقهر) في فرض (الأمر الواقع) لسياستها الدولية التي ماحطت بأرض إلا وقد ساقت معها (الخراب) والطعن في ظهر السلم والأمن الدوليين، وأما مايخص السودان فهاهي تهرب من (إدانة) التمرد وجرائمه بل وتسعي لإنقاذ مابقي منه مايعني (إستمرار الحرب) التي تصفها بأنها لن تكون (الحل)، أما الحل الذي تريده أمريكا عبر الرباعية، فهو (صناعة) حرب علي طريقتها الخاصة، تمهد لها المزيد من فرض القهر علي شعبنا..!!
سنكتب ونكتب...!!!