رؤية جديدة السودان

✍ آمنة السيدح : تنظير السودان المكحل

-

المكحل كلمة او وصف يقال لمن يهتم به الجميع، أو يقدمون له خدمة اضافية، وهذا الوصف ينطبق الآن على السودان؛ لأن الاهتمام الدولي به فوق العادة، وظلوا خلفه منذ سقوط حكومة الإنقاذ وحتى الآن ولم يتركوه، حتى وصلنا لهذه المواصيل الخطيرة من حرب ونزوح ولجوء واغتصاب وأمراض حرب ودمار شامل، سكت العالم حتى تم التدمير المادي والنفسي، ثم بدأ رحلة التدخل من جديد بالحديث الممجوج عن الظروف الإنسانية للمدنيين، تباكوا على أوضاعهم حتى صدقهم العالم وضغط في اتجاههم المطالبة بفتح المعابر، وكان إصرارهم على معبر ادري لانه يساعد على نقل العتاد الحربي المليشيا.

المهم سادتي ظل الشأن السوداني أهم حدث في العالم، لماذا؟ لأنه مكحل ينسى معه الجميع ما يحدث فى غزة واليمن، ليبيا، العراق، سوريا، لبنان وغيرها من الدول التي تتزايد فيها المشاكل والصراعات، تتركها وينشغل رأسها بالسودان. والان وفي تزامن غريب مع إعلان أسماء وزراء الحكومة الموازية، والتي ساندتها الحكومات الغربية، ستجتمع آلية رباعية جديدة تضم اخوان السودان وأشقائه هم مصر والسعودية، وهما تعاملوا مع السودان وقضيته بأخلاق الإخوة الصادقة، وهذا لا يختلف عليه إثنان، لأن مصر لا تفرط في السودان، ولن تصادق أو توافق على أي خطوة يمكن أن تتسبب في ضرر للسودان، ومواقفها منذ اندلاع الحرب واضحة، وكذا المملكة السعودية، مواقفها ثابتة ومعلومة ومعروفة للجميع، وكان يمكن أن يكون الأمر عادي لولا وجود امريكا والإمارات في الرباعية، نعم سادتي ماذا يعني وجود الإمارات كطرف في حل مشكلة هى من قام بالترتيب لها، وتدعمها بكل إمكانياتها ولا تخشى أو تستحي مما تقدمه لدرجة أنها توثق لما تقوم به وتترك ديباجاتها في الأسلحة التي تدعم بها المليشيا، بل إنها لا تهتم لكل الشكاوى المقدمة من السودان لمجلس الأمن، والذى بدوره لم يهتم بالاستماع لشكاوى السودان، وليس ذلك وحسب، بل يستجيب بسرعة مريبة لأي اتهام يمكن أن يساعد على النيل من السودان، ويساعد على إشعال النار فيه، بل انه يستمع ويعاقب على أساس التقارير الملفقة والمختلقة، وامريكا نفسها لم تقف مع السودان، بل إن مواقفها سالبة ودونكم العقوبات التي فرضتها على السودان تحت ذريعة انه يستخدم أسلحة كيميائية، فرية تشبه تماما أسلحة الدمار التي اتهمت بها العراق واتخذتها منصة لتدميره.

كنت اعتقد أن أعضاء الرباعية يجب أن يجلسوا مع الإمارات ليفهموا منها سبب العداء للسودان، وبالتالي يجبرونها على إيقاف دعمها، نعم يتعاملون معها كطرف في الحرب وليس وسيطا في الحل.

سادتي ظني أن وجود مصر والسعودية في الرباعية يتعبر خط تطمين، خاصة مصر التي حاول البعض أبعادها عن كل الحوارات والمبادرات في الحرب السودانية، رغم أنها الأحق بذلك، لأنها اخت بلادنا وشقيقتها بل وعمقها الأمني أيضا.

أما ما يتوجب على السودان والقائمين على أمره فعله هو قراءة الأحداث الجارية مجتمعة، وهي بالتأكيد مرتبطة بعلاقات وثيقة، خاصة وجود الامارات والتي يمكنها ايقاف الحرب وإعلان الحكومية الموازية بكلمة.

واخيرا نقول: إنتبهوا أيها السادة.