رؤية جديدة السودان

✍ د. طارق عشيري : همسة وطنية ؛ نظرة إستراتيجية نحو مستقبل السودان

-

في ظل الظروف الإستثنائية التي يمر بها السودان بعد الحرب ومع ما خلفته من دمار في البنية التحتية والنسيج الإجتماعي تبرز الحاجة الملحّة إلى مؤتمر وطني شامل للتخطيط لمستقبل السودان مؤتمر لا يُعنى فقط بالسياسة بل يتناول القضايا الإقتصادية والتعليمية والصحية والعدلية والاجتماعية من منظور إستراتيجي بعيد المدى

يهدف إلى رسم رؤية وطنية موحدة حتى عام 2040 تضع الإنسان السوداني في قلب العملية التنموية

ويعمل على وضع خريطة طريق لإعادة الإعمار تشمل المدن المدمرة والمؤسسات الخدمية والقطاعات الإنتاجية والسعي الجاد للمصالحة الوطنية والعدالة الإنتقالية كمدخل ضروري للإستقرار وخلق منصة تشاركية واسعة تجمع ممثلين من كل الولايات والمهجر والقطاع الخاص والمجتمع المدني للتشجيع المحفز لإشراك الخبراء السودانيين في الداخل والخارج في صياغة البرامج والسياسات

ولتكون محاور المؤتمر الرئيسية هي

إعادة بناء الدولة ومؤسساتها على أساس الحكم الرشيد وإصلاح الإقتصاد السوداني وتحديد أولويات التنمية والإستثمار

التعليم والصحة كأولوية في بناء الإنسان السوداني والتنمية المتوازنة والمستدامة لضمان عدالة توزيع الموارد وأدوار الشباب والمرأة في بناء السودان الجديد ودور الإعلام والإعلاميين في بناء وعي وطني جامع

المخرجات المتوقعة لاتخرج من الآتي:

وثيقة إستراتيجية وطنية للتنمية وإعادة الإعمار

لجان عمل متخصصة لمتابعة تنفيذ مخرجات المؤتمر

إنشاء مجلس أعلى للتخطيط الإستراتيجي الوطني

جدول زمني لمراحل التنفيذ وقياس الأثر

السودان بحاجة إلى نهضة وطنية شاملة تبدأ بمؤتمر حقيقي للتخطيط لا تحكمه الأجندات الضيقة ولا تخترقه المحاصصات بل يرتكز على إرادة شعبية صادقة ورؤية جامعة تنقل البلاد من واقع الحرب والتمزق إلى فضاءات السلام والإنتاج والتنمية فالتخطيط اليوم هو الضامن الوحيد لمستقبل لا تتكرر فيه المآسي

في خضمّ ما يمر به السودان من أزمات وتحولات مصيرية تبرز (همسة وطنية) كتعبير عن وعي عميق بالمسؤولية تجاه الوطن إنها ليست مجرد عاطفة لحظية أو نداء عابر بل رؤية إستراتيجية متأنية تستشرف آفاق الغد وتعمل على إعادة بناء ما تهدم وترميم ما تصدع وإستعادة الإنسان السوداني لقيمه وهويته ومكانته

(الهمسة الوطنية) تنبع من إرادة حقيقية للتغيير تؤمن بأن مستقبل السودان لا يُبنى بالشعارات بل بالتخطيط والعمل وتوحيد الجهود والنظر بعين العقل والبصيرة إلى تحديات الحاضر وإمكانات المستقبل هي صوت العقلاء وهمسة الأوفياء ولمسة المخلصين الذين يرفضون أن يغرق السودان في دوامات الفوضى والتبعية

إنها دعوة مفتوحة لكل سوداني في الداخل والخارج أن ينضم إلى مسار البناء بفكرٍ جديد ورؤية إستراتيجية تقودنا نحو سودان السلام التنمية والعدالة سودان مابعد حرب الكرامة أجمل