رؤية جديدة السودان

✍ أحلام محمد الفكي : بناة المستقبل وحماة الوطن ؛ أيادٍ تعمر وأخرى تحمي

-

في كل أمة، يمثل الشباب القلب النابض والطاقة المتجددة التي تدفع عجلة التقدم والتنمية. هم ليسوا مجرد ورثة للحاضر، بل هم بناة المستقبل وصناع الغد.

وحسنا فعل رئيس مجلس الوزراء السوداني، الدكتور كامل إدريس، باصداره القرار رقم 104 لسنة 2025، والقاضي بإنشاء وحدة خاصة تُعنى بقضايا الشباب، على أن تتبع مباشرةً لمكتب رئيس الوزراء.

وتهدف هذه الخطوة إلى تمكين الشباب وإشراكهم في عمليات البناء والتنمية الوطنية، وتفعيل دورهم في صياغة السياسات العامة، ضمن توجهات الحكومة الجديدة المعروفة باسم “حكومة الأمل”.

إنّ التحديات التي تواجه عالمنا اليوم، من تغيرات اقتصادية وبيئية إلى قضايا اجتماعية معقدة، تتطلب رؤية جديدة وقوة دافعة لا تضاهى، وهذه القوة تكمن في عزم الشباب وإبداعهم.

ولطالما كانت التنمية والإعمار مرادفين للتقدم والرخاء. فبناء الأوطان لا يقتصر على تشييد المباني والطرق فحسب، بل يمتد ليشمل بناء الإنسان نفسه، وتطوير الفكر، وتعزيز القيم. هنا يبرز دور الشباب الحيوي. إنهم القوة المحركة خلف كل مشروع رائد، وكل فكرة مبتكرة، وكل إنجاز يرفع اسم الوطن. بأياديهم القوية وعقولهم النيرة، يستطيعون تحويل الأحلام إلى حقيقة، وتجاوز العقبات إلى فرص.

إن أعظم الإنجازات غالبًا ما تكون ثمرة تضافر الجهود عبر الأجيال. قد لا يرى الجيل الحالي الثمار الكاملة لجهوده، لكن كل بذرة يزرعها، وكل حجر يضعه، هو جزء لا يتجزأ من صرح كبير سيستفيد منه الأجيال القادمة. هذا الشعور بالمسؤولية المشتركة هو ما يدفع الأمم نحو التقدم المستمر، حيث يكمل كل جيل مسيرة من سبقه، ويضيف عليها لبنات جديدة.

لكي يتمكن الشباب من بناء الأوطان وتنميتها، يجب أن يكون هناك درع يحمي هذا البناء. "يد تعمر ويد تحمي" ليست مجرد عبارة، بل هي فلسفة حياة تترجم إلى واقع ملموس. إن جنود الوطن الساهرين على أمنه واستقراره، هم من يوفرون البيئة الآمنة التي تسمح للعقول المبدعة والأيادي العاملة بالانطلاق. تضحياتهم هي الضمانة التي تتيح للشباب فرصة التعبير عن طاقاتهم وتحقيق أحلامهم في بيئة خالية من الخوف والتهديد.

إن الإيمان بالوطن يتجسد في كلا الدورين؛ فمن يعمر يثبت انتماءه بحب، ومن يحمي يثبت انتماءه بشجاعة. وكلاهما يكمل الآخر، فالتنمية بدون أمن عرضة للضياع، والأمن بدون تنمية لا يحقق الازدهار.

أيها الشباب، إن المستقبل بين أيديكم. لا تنتظروا الفرص، بل اصنعوها. لا تستسلموا لليأس، بل تغلبوا عليه بالإبداع والمثابرة. تذكروا دائمًا أن إسهامكم، مهما كان صغيرًا، هو جزء أساسي من لوحة عظيمة ترسم تاريخ أمة.

أطلقوا العنان لأحلامكم، وشاركوا في بناء وطنكم بعقول مستنيرة وأيادٍ قوية، وكونوا دومًا على استعداد للدفاع عنه بكل ما تملكون. فأنتم بناة الحاضر، وحماة المستقبل...