رؤية جديدة السودان

✍ أحلام محمد الفكي : نبض القائد في شرايين الوطن ؛ زيارات تصنع الأمل في زمن التحديات

-

في خضم التحديات الجسام التي تعصف ببلادنا، ومع ضجيج المعركة وصخب الأزمات، تبرز صورة مغايرة، صورة تحمل في طياتها الكثير من الأمل والطمأنينة. هي ليست مجرد زيارات تفقدية روتينية، بل هي نبض قائد يلامس قلوب شعبه.

منذ بداية الأزمة، وكأن الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة، قد اتخذ من الشارع السوداني بيتاً له، ومن المواطنين أسرة. كل يوم، وفي منطقة جديدة، وفي مؤسسة مختلفة، نجده هناك. في المستشفى، بين المرضى والأطباء، في المؤسسات التعليمية، وسط الطلاب، وفي الأحياء السكنية، يتحدث إلى الناس مباشرة، يستمع إلى همومهم وتطلعاتهم، وكأنه يقول لهم بلسان حاله: "أنا هنا معكم، ولست ببعيد".

إن هذه الجولات المفاجئة والعفوية ليست مجرد خطوات بروتوكولية، بل هي تأكيد على مبدأ القيادة الحقيقية. فالقائد الناجح ليس من يعتزل شعبه خلف أسوار منيعة، بل من يظل جزءاً من نسيجهم الاجتماعي، يتنفس همومهم، ويحمل آمالهم. وقد أثبتت هذه الزيارات ذلك بجلاء.

لم يغب عن الأنظار تفاعل المواطنين الحار مع هذه الزيارات. فقد تداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر لحظات الاستقبال الحافلة والهتافات الوطنية التي صدحت بها حناجر المواطنين والطلاب، تعبيراً عن دعمهم للقوات المسلحة وقيادتها في معركة الحفاظ على السودان ووحدته. هذه الهتافات ليست مجرد أصوات، بل هي رسائل حب وثقة متبادلة بين الشعب وقائده.

إن الوقوف على تجارب القادة الناجحين في أوقات المحن يثبت أن الحكمة تكمن في البقاء مع الشعب. فالتاريخ مليء بالقصص التي تؤكد أن القادة الذين يلتصقون بشعوبهم في الأزمات، ويكافحون معهم، هم من يخلدون في ذاكرة الأمة. على سبيل المثال:

* ونستون تشرشل: في زمن الحرب العالمية الثانية، لم يكتفِ تشرشل بإدارة المعركة من مكتبه، بل كان يزور المواطنين في المناطق التي تعرضت للقصف، ويتحدث إليهم، ويبث فيهم روح المقاومة والصمود. وكانت خطاباته المباشرة للشعب البريطاني سبباً رئيسياً في التفافهم حوله ورفضهم الاستسلام.

* نيلسون مانديلا: بعد خروجه من السجن، لم يتوقف مانديلا عن التجول في أنحاء جنوب أفريقيا، والتحدث إلى شعبه من مختلف الأعراق، ليبني جسور الثقة والمصالحة، ويؤكد لهم أن "زمن الفصل العنصري قد ولى". وكان وجوده بين الناس سبباً في تحقيق الوحدة الوطنية.

إن ما يقوم به البرهان اليوم في السودان ليس بعيداً عن هذه النماذج الناجحة. في ظل ظروف استثنائية، يثبت أنه قائد لا يكتفي بإدارة الأزمة من بعيد، بل ينزل إلى الميدان ليشارك شعبه همومه، ويستمد منهم القوة والعزيمة. إنها رسالة واضحة لكل من يتربص بالوطن: الشعب السوداني مع قائده، وسيقف صفاً واحداً في وجه كل من يحاول المساس بأمن البلاد ووحدتها.

نصر الله شعب السودان على كل من يتربص به والمجد والعز لبلادنا