رؤية جديدة السودان

✍ الطاهر ساتي : منطق الرضيع ..!!

-

:: فيما كان فرسان الجيش والمشتركة والمقاومة الشعبية يصدون الهجوم رقم ( ٢٢٥) بالفاشر، كان نشطاء صمود يطلقون من منافيهم ما أسموه بنداء جماهيري لتصنيف المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية - وواجهاتهما- كمنظومة إرهابية، لوقوفهما ضد الحل السلمي، ولإصرارهما على الحرب، مع استعدادهم للحوار مع جماعات إسلامية رافضة للحرب..وبما أنك - عزيزي القارئ - تدعم جيشك وتدافع عن وطنك، فانت من واجهات المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، حسب منطق صمود ..!!

:: مبدئياً، صمود لم يعد فتى المجتمع الدولي المدلل ليستجيبوا له، بل حتى الاتحاد الإفريقي ربما لم يعد يتذكر من نشطاء صمود غير عبده خِزن المتخصص في كسر خِزن الشركات لصالح صلاح مناع، كما قال عبد الله سليمان..ثم أن نداءات صمود لم تعد ذات صيت، ولايتجاوزصداها جدران الشقق التي فيها يختبئون..وبما أن النداء جماهيري، فيجب الخروج به إلى الجماهير في الشوارع والساحات، ولن يخرجوا، ليقينهم بأنهم لن يعودوا إلى مخابئهم - إن عادوا - سالمين ..!!

:: أما النداء فقد جاء ناقصاً، اذ لم يرد ذكر الطرف الثاني في الحرب..كما تعلمون فان كل نداءات وبيانات نُشطاء صمود لاتخلو من متلازمة (طرفي النزاع، طرفي الصراع، حرب الجنرالين )، وذلك للمساواة بين شرفاء الوطن ومليشيا الإمارات الارهابية، ولكن في هذا النداء غيّبوا مليشيا الإمارات الارهابية، لأنها صارت أُختهم في رضاعة الدرهم.. فالأخ أبعد أُخته في الرضاعة من تهمة الإرهاب، خوفاً من أن تفطمه المُرضعة ..!!

:: ولعلكم تذكرون، عقب الجرائم التي ارتكبوها بدار مساليت و ود النورة ، توالت أسئلة الفضائيات لجعفر حسن عن موقف صمود في حال تصنيف الدعم السريع كمنظمة إرهابية، فكان يرد بالنص : (هذا التصنيف يُطيل أمد الحرب ويجعل الدعم أكثر تطرفاً)، قالوها هكذا لتبرئة أختهم في رضاعة الدرهم من جريمة الإرهاب، وهي ذات الجريمة التي يتهمون بها من يقاتلون تحت رأية الجيش لإيقاف الحرب ..فالتصنيف هناك يُطيل أمد الحرب، وهنا يوقفها، فتأملوا منطق الرضيع..!!

:: ثم المتأمل لنداء صمود فانه يُوحي للغافلين بأن جنجويد ومرتزقة أبوظبي هم من يرفعون راية السلام، بيد أن الشرفاء الذين يدافعون عن وطنهم يرفضون تلك الراية، وبدلاً عنها يرفعون البندقية.. ويتزامن الإيحاء مع الهجوم رقم (٢٢٥)، والذي تقوده - ضد أهل الفاشر، باعتبارهم من واجهات المؤتمر الوطني و الحركة الإسلامية - حمائم سلام صمود، الجنجويد ..وهُلك في هذا الهجوم (مرتزق كولمبي) جاء تحت راية سلام صمود ..!!