✍ أبشر الماحي الصائم : (خرطوم جابر)... مقاربة مابين (ترميم الكسر) و(جبر الخاطر) !!

فكرة بسيطة ومذهلة في وقت واحد ،، هذه التي خرجت بها لجنة الفريق جابر ،، عدم اهلاك الموارد الشحيحة في ترميم مؤسسات الدولة، وترحيل مجمع مجلس الوزراء الي مباني (اكاديمية الامن) بسوبا ،، صحيح ان الفكرة قديمة، غير ان الالهام والابداع يتجلي في عبقرية الزمان والمكان ،، انها الفرصة التأريخية لتحويل المباني الاثرية علي شاطئ النيل الي متاحف وفنادق كلاسيكية ومناطق سياحية ،، ومن ثم افراغ هذا (المثلث الذهبي) الذي يقع بين ضفاف الانهار من مرافق (خدمات الجهور) وضجيج الشغيلة والسريحة ،، يجب أن يستتبع هذا القرار ايضا بخروج الجيوش ومقارات الشرطة والسكة الحديد والمطار و(حي المطار) والسوق العربي ،، والجامعات والمشافي ،، اتركوا فقط القصر الرئاسي والبنك المركزي وأسواق الجمهورية بعد اضفاء بعض اللمسات الفنية عليها ،، علي ان حشر الجيوش و مرافق الدولة في هذه المنطقة هو الذي جلب المعارك والخسائر الباهظة لأهم واغلي طرازيات الدولة السودانية ،، تمنيت ان لو تترك بعض المباني التي اصبحت (كالغربال) بفعل القذائف و الرصاص علي حالها ،، حتي تكون هي الاخري (متاحف حربية) ،، فمهما أوتيت ككاتب وموثق من مهارات البلاغة ودقة التصوير، لن يكن بوسعك وضع الاجيال والتاريح علي حقيقة مافعله الجنجويد ، اللهم الا ان يروا ذلك رأي العين في مجسمات علي الارض ،، حقيقة نحتاج لكثير من الخيال وقليل من الجهد والاموال لصناعة خرطوم مابعد الحرب ،، مخرجات لجنة الفريق جابر انموذجا ،، كونها لم تجعل من جبر كسور الحرب اولوية مادية مرهقة،، بئر معطلة وقصر مشيد ،، فأنحازت الي جبر خاطر المواطن عبر ثقافة التقشف وفقه الضروريات ،،،