رؤية جديدة السودان

✍ آمنة السيدح : تنظير ؛ المياه والكهرباء !!

-

عندما استهدفت المليشيا المتمردة الكهرباء كانت تعلم مدى الضرر الذي سيحيق بقطاع الكهرباء، وبالتالي قطاع المياه الذي يعتمد على الكهرباء اعتمادا كاملا، وبالتالي ستصعب الحياة في الولايات الآمنة، أو التي تم تحريرها، وعندما خرج عبدالرحيم دقلو وأعلن استهداف الشمالية ونهر النيل والبحر الأحمر، أعتقد أنه كان يقصد استهداف سد مروي الذي يؤثر عليها تأثيرا مباشرا، وذلك لارتباط جميع الولايات بمحطات تحكم يعلم أماكنها ومقدار تأثيرها جيدا.

صحيح أن التيار الكهربائي يعود بسرعة أو يتأخر، ولكن التأثير عادة ما يكون قد احدث خللا أساسيا يصعب تلافيه في مقبل الايام، بسبب إنعدام التمويل اللازم لاستجلاب اسبيرات أو محولات جديدة.

سادتي ليس المقصود من استهداف الكهرباء الحكومة فقط، بل مقصود المواطن الذي سيحول عدم الكهرباء والمياه حياته لمعاناة، تؤثر لاحقا على الحياة العامة، ويوغر صدر الشعب على الحكومة التي تفشل في توفير اهم مقومات الحياة وهي المياه أولا ثم الكهرباء، نعم تضرب العلاقة بين الطرفين، لأن الشعب نبذ المليشيا واعوانها ووقف مع القوات المسلحة وهذا أمر معلوم.

والمطلوب الآن سادتي أولا أن يعي الشعب أن قطوعات الكهرباء استهداف للعلاقة بين الجيش والشعب، ثانيا أن استهدافها يعني عدم عودة الحياة للولايات الآمنة وجعلها طاردة فيهجرها المواطن، ثالثا استهداف قطاع المياه والحديث المطول عن القطوعات والعطش وشح المياه، وهي الأخطر طبعا، وهنا لابد من الفصل بينهما بالاستفادة من تجربة الطاقة الشمسية، التي اعتمدتها ولاية نهر النيل وإعادة تشغيل محطات المياه بالطاقة الشمسية.

سادتي هذه الحرب تتشكل وتتلون كالحرباء، فيجب أن نكون حريصين وحذرين في كل مرحلة، فهم يستهدفون السودان الآن، ولم يكفيهم ماحدث بل يطمعون في المزيد