رؤية جديدة السودان

✍ أحلام محمد الفكي : شعب واحد جيش واحد ؛ أيقونة معركة الكرامة وعنوان المرحلة القادمة

-

تتجسد قوة الأمم في تلاحمها، وفي اللحظات العصيبة تتجلّى المعادن الأصيلة. هذا ما يؤكده تاريخنا العريق، وتؤكده أيقونة خالدة حفرت في ذاكرة الأمة بمداد من العزة والإباء، إنها عبارة "شعب واحد وجيش واحد". لم تكن هذه مجرد كلمات، بل كانت فلسفة حياة، وعنوان معركة الكرامة، التي تعلمنا منها أن القوة الحقيقية تكمن في توحيد الصفوف، وتوحيد الأهداف، والوقوف جنبًا إلى جنب في وجه التحديات.

اليوم، ونحن نحتفل بالعيد الحادي والسبعين لقواتنا المسلحة الباسلة، نقف وقفة إجلال وإكبار لمن نذروا أرواحهم فداءً للوطن. يأتي هذا العيد في ظل ظروف دقيقة، ومرحلة تتطلب منا جميعًا أن نكون على قدر المسؤولية. إن "الشدة" التي نمر بها ليست نهاية المطاف، بل هي اختبار لإرادتنا، وفرصة لتتجلى فيها صلابة بأسنا وقوة إيماننا.

إن الدروس المستفادة من الماضي تضيء لنا طريق المستقبل. تعلمنا أن التفرقة ضعف، وأن "وحدة الصفوف" هي القوة التي لا تُقهر. لذا، فإن توحيدنا في مواجهة أي عدوان هو ليس خيارًا، بل هو "عنوان المرحلة القادمة". مرحلة تتطلب منا أن نكون أكثر وعيًا، وأكثر اتحادًا، وأن نحصّن جبهتنا الداخلية قبل أي شيء آخر.

إن مسيرة بناء الوطن لا تتوقف، ففي الوقت الذي "تحمي فيه يد" الوطن من أي خطر يتربص به، هناك "يد أخرى تبني" وتشيّد وتزرع الأمل. هذه هي الصورة التي يجب أن نكون عليها دائمًا: يد تبني المستقبل المشرق لأجيالنا، ويد تحمي هذا الإنجاز من كل شر. هذا هو العهد الذي يجب أن نجدده، وهذا هو الطريق الذي يجب أن نسير عليه.

فلنجعل من عبارة "شعب واحد وجيش واحد" نبراسًا لنا، ولنجعل من معركة الكرامة مصدر إلهام لا ينضب، ولنجعل من وحدتنا قوة لا تلين. فبناء الأوطان ليس مسؤولية الجيش وحده، بل هو مسؤولية كل فرد في هذا الوطن، كلٌ في موقعه، وكلٌ بما يملك. فلتظل راية العزة مرفوعة، ولتبقى أرضنا حرة أبية.

ختاما ‏أحر التهاني وأطيب الأمنيات إلى قواتنا المسلحة الباسلة بمناسبة عيدها المئوي المجيد، والذكرى الحادية والسبعين

كما تمتد التهنئة الى كل الذين سطروا أروع البطولات في تاريخ الوطن.والمجد والخلود لشهداء معركة الكرامة.