رؤية جديدة السودان

✍ لام دينق نوت شول : فضيحة موثقة ؛ حكومة جنوب السودان في مستنقع الجنجويد برعاية إماراتية

-

في زمنٍ لم تعد فيه الحقائق تُدفن، وبينما تتهاوى أقنعة الزيف أمام عدسات الحقيقة، يظهر للعالم مشهدٌ يجلّي الخيانة في أوضح صورها. مقطع مصوّر، بملامح لا تحتمل التأويل، لرجل يرتدي زي مليشيا الجنجويد، ينطق بلسان أهلي في جنوب السودان، ويكشف بصوته ولهجته عن جريمة كبرى تتجاوز حدود الأخلاق والسياسة.

هذه الصورة الحيّة ليست مجرد صدفة أو مشهد عابر، بل هي دليل دامغ على أن حكومة جنوب السودان، الخاضعة لإملاءات الإمارات، قد تورطت في دعم مليشيات الجنجويد التي سفكت دماء السودانيين، وهدمت المدن، وأحرقت القرى. إن ما رأيناه لا يُفسَّر إلا على أنه تحالف آثم، تُساق فيه إرادة جوبا كالبضاعة الرخيصة في أسواق السياسة القذرة، حيث يبيع القادة كرامة أوطانهم مقابل رضاء الداعم الخليجي.

لقد اعتقدت حكومة جنوب السودان أن تستر الليل ودهاليز الصفقات الخفية ستخفي أثرها، وأن الأموال الإماراتية قادرة على غسل الدماء الملطخة بجرائم الجنجويد، لكن الدليل الذي نحمله ينسف كل إنكار ويقلب الطاولة على المتورطين.

إن هذا التحالف المشبوه بين جوبا وأبوظبي والجنجويد ليس مجرد خيانة لجيرانهم في السودان، بل هو خيانة لشعوب المنطقة بأسرها، إذ يفتح أبواب الفوضى، ويؤجج الصراع، ويزرع بذور الحروب التي لن يسلم منها أحد. فكيف لحكومة تدّعي الحرص على السلام أن تدعم أذرع الموت وتغذي ماكينة الإبادة؟

على قادة جنوب السودان أن يدركوا أن هذه الجريمة لن تُنسى، وأن التاريخ لا يرحم من يبيع دماء الأبرياء في أسواق النفوذ. وعلى الشعوب أن تعي أن المعركة لم تعد فقط مع مليشيات الجنجويد، بل مع شبكة إقليمية تدار من غرف مظلمة، تتحكم فيها الإمارات وتنفذها أيادٍ محلية مأجورة.

إننا اليوم أمام واجب أخلاقي ووطني: كشف الحقيقة، وتعريتهم أمام العالم، ورفع الصوت عاليًا بأن السودان لن يُذبح مرتين؛ مرة بسلاح الجنجويد، ومرة بخيانة الجار الذي انتمي إليه.