✍ أحلام محمد الفكي : السودان ؛ حرب الإنهاك والاستنزاف لمن تُستنزف الطاقات؟

لايزال صوت الرصاص يُدوي في كردفان ودارفور، وتتزايد أعداد النازحين والضحايا، بينما تستمر حرب الإنهاك والاستنزاف في السودان. إنها ليست مجرد صراع داخلي على السلطة، بل هي ساحة تتنافس عليها قوى إقليمية ودولية، لكل منها أهدافها الخاصة. بعضهم يرى في السودان كنزًا من الموارد الطبيعية يسعى للسيطرة عليها، من الذهب والمعادن إلى الأراضي الزراعية الخصبة، وآخرون يريدون اضعافه كقوة إقليمية مؤثرة، ليصبح لقمة سهلة في يد الطامعين.
هذه الحرب ليست مجرد مأساة، بل هي في جوهرها فرصة لنتعلم درسًا قاسيًا ومهمًا. يجب أن ندرك أن قوة السودان الحقيقية تكمن في وحدته وتماسكه، في نسيجه الاجتماعي الذي طالما كان صامدًا أمام التحديات. فالخراب والدمار الذي تخلفه هذه الحرب هو تذكير بأن أي تفرقة أو انقسام داخلي هو بمثابة دعوة صريحة للقوى الخارجية للتدخل واستنزاف كل ما هو ثمين في هذا الوطن. إنهم يغذون نار الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، ويستفيدون من تشتت الجهود وتناحر الإخوة، بينما يسرقون ثرواته بهدوء من وراء الستار.
السؤال الأهم اليوم لمن تُستنزف كل هذه الطاقات؟
ولمصلحة من تُدمر البنية التحتية، وتُشرّد العائلات، وتُهدر ثروات البلاد؟
إن كل رصاصة تُطلق وكل منزل يُحرق هي جزء من مخطط أوسع يستهدف مستقبل السودان بأكمله. إنه ليس صراعًا على من سيحكم، بل هو صراع على من سيظل له وطن ليحكمه.
لقد آن الأوان ليدرك الجميع أن العدو الحقيقي ليس الذي يختلف معه في الرأي، بل هو من يستنزفنا جميعًا من الخارج.
اذا هل سيتمكن السودان من الخروج من هذه الحلقة المفرغة من الإنهاك؟
وهل سيُدرك شعبه أن الخلاص يكمن في وحدة الصف وضم الصفوف ورفض كل محاولات الفتنة. والانقسام، وأن بناء السودان من جديد يبدأ بإنهاء هذه الحرب المدمرة والتوحد في مواجهة التحديات الخارجية.