✍ آمنة السيدح : تنظير ؛ عودة وآمنة

بعد ان دخلت الحرب اللعينة البيوت والمدارس والمستشفيات، وتمت سرقة محتوياتها بالكامل، تخوف الناس من عدم إمكانية إعمارها مرة أخرى، وكنت دائما أقول لهم إن الإنسان أساس التنمية، وان ذلك سيكون سهلا، طالما ان الله موجود وهو من اعطى، وهو من أخذ، وهو من سيعطي من جديد، فقط مطلوب منا ايمان ويقين بان الله قادر على تبديل حالنا، مع السعي بجد، فالمطلوب منا السعي ومن الله التوفيق.
سادتي، قد يتسآل البعض لماذا انتشرت مبادرات العودة الطوعية في كل المناطق الداخلية والخارجية التي نزح أو لجأ اليها السودانيون بعد الحرب؟! وقد كان ظنهم انه شهرا واحدا وسيعودون لمنازلهم آمنين، ولكن طال بهم المقام وأصبحوا بتوقون للعودة، والآن وبعد ان تضاعفت التكلفة وصعب على الناس توفير تكاليف العودة ظهرت المبادرات، وانا اسميها (بريق الأمل) وقد سنحت لي الفرصة ان التقي باهل السبق في مبادرات العودة الطوعية، وهو العمدة مجدي كنان، ذلك الرجل المهموم بعودة السودانيين، ويعتقد جازما ان العودة هي القاعدة الصلبة لاعادة البناء والتعمير، وقد اكدنا على هذه النقطة المهمة ليست لانها تتطابق مع ما اعتقد، بل لأنها جاءت من رجل يشغل منصب الأمين العام للمجلس العربي الافريقي للتنمية والاعمار في السودان، وقد خطى خطوات كبيرة وهو يرتب لمؤتمر لإعادة التنمية المجتمعية، والتي تهتم بتنمية واعادة إعمار المساجد والخلاوي والمدارس والمستشفيات وغيرها من المرافق المجتمعية، ولعل المؤتمر يصب في صالح العودة الآمنة للخرطوم وغيرها من المناطق المتأثرة بالحرب.
سادتي يمكننا ان نقرأ مجهودات العودة الطوعية التي بدأها الرجل ومن معه من أكارم القوم وعلى رأسهم د. يسري مصطفى وكل العقد الفريد، الذين يدورون في فلك إعمار السودان، وإعادته لسيرته الاولى بواسطة اهله، وذلك لا يتم الا عبر العودة، لذا هم يعملون على التفويج الآمن، وقد وصل عدد العائدون عبر مبادرتهم للسودان لاكثر من ١٣٥ الف شخص، ما بين عودة بالقطار أو البصات، باعفاءات شملت ١٣ من أصحاب الحاجات مثل المعاقون، ومرضى الكلى والسرطانات، وكبار السن، وفاقدي الاسر، وفاقدي العقل والسند الاسري، وحتى من لم يجدون المبالغ الكافية للايجار وغيرهم، بل وكل من يطرق باب المبادرة، ولعمري هذه المبادرة وبقية المبادرات يستحقون الأشادة والتقدير في هذه الفترة المفصلية من تاريخ للسودان.
سادتي العمل كبير، ولا يقل عن العمليات العسكرية، فالاعمار يحتاج للمواطنيين، وعودتهم تحتاج لمن يتقدمون الصفوف بالعودة الآمنة، نسأل الله لهم التوفيق فقد حققوا أحلام الكثيرين بالوصول إلى منازلهم.