رؤية جديدة السودان

✍ آمنة السيدح : تنظير ؛ رحيل الرجال

-

يبدو أن النصر والإنتصار الحاسم قد حان، وإقترب زمانه، كيف لا ونحن نرى، بل نتعذب بفراق من عهدناهم بيننا منذ إندلاع الحرب، وفي أوقات شدتها يظهرون لينشروا الأمان والإطمئنان، ويدحضون الشائعات، حملوا هم البلاد والعباد، فكانوا عزنا وفخرنا، دخلوا قلوبنا قبل بيوتنا، تربعوا فيها، سكنوا فكانوا اخوانا كراما، وجودهم يزيل الخوف والكدر، إبتسامتهم شعاع يضيء كل الأرجاء، ويعمي الأعداء والخونة، منهم من غادرنا حيا ننتظر منه الكثير، ومنهم من غادرنا شهيدا مقبولا إن شاء الله.

سادتي كما لم يكن من السهل علينا مفارقة الفريق نصر الدين عبدالفتاح لموقعه في المدرعات، كان حزننا على إستشهاد مهند إبراهيم فضل، ومحمد نصر الدين، أكبر وأعمق، فرحنا بنيلهم شهادة تحولهم لشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، سنخفف حزننا بأنهم طلبوا الشهادة، وإستجاب لهم الله، فإرتقت أرواحهم، هم الآن سعيدين بما آتاهم الله.. نسأل الله لهم القبول.

ونقول لهم لقد أغاظ الله بكم شخوصا كثرا، فأنعموا أنتم بالجنان، ودعوهم يموتون بغيظهم، وأسألوا ربكم أن يربط على قلوبنا.