رؤية جديدة السودان

✍ أحلام محمد الفكي : عودة رادار الخرطوم ؛ بصيص أمل في سماء السودان

-

أُضيئت سماء الخرطوم بخبرٍ جديد حمل في طياته أكثر من مجرد إعلان فني، فقد أعلنت سلطة الطيران المدني عن عودة رادار الملاحة الجوية بمطار الخرطوم إلى الخدمة، ليُرسل هذا الخبر موجة من التفاؤل والأمل في قلوب السودانيين. هذا الإنجاز ليس مجرد إصلاح فني، بل هو رسالة قوية تؤكد على قدرة السودان على استعادة سيادته والتحكم في شؤونه الحيوية حتى في أصعب الظروف.

إن عودة هذا الرادار للعمل، الذي يُعد شريانًا أساسيًا لمراقبة وتنظيم حركة الطيران، تعيد الثقة في الكفاءات السودانية القادرة على إدارة وتشغيل الأنظمة الحيوية. فبعد فترة من التوقف أثارت القلق حول سلامة الطيران المدني والسيادة الجوية، جاء هذا الإعلان ليؤكد أن إرادة الحياة أقوى من كل تحدي.

هل تعني عودة رادار مطار الخرطوم للعمل انتهاء الحرب؟

الجواب لا يزال بعيدًا عن اليقين. ففي حين أن هذه الخطوة تُعد إشارة إيجابية وبصيص أمل، فإنها لا تعني بالضرورة أن الحرب قد وضعت أوزارها. فالحرب لها أبعادها العسكرية والسياسية والاقتصادية المعقدة، وانتهاؤها يتطلب أكثر من مجرد إصلاح فني.

ومع ذلك، لا يمكننا أن ننكر أن هذا الإنجاز يُمثل بُشرى بقرب انتهاء الحرب. فالأنظمة الحيوية مثل المطارات والرادارات لا تُعاد إلى العمل إلا بوجود حد أدنى من الاستقرار والأمان. إنها خطوة أولى نحو إعادة الحياة إلى طبيعتها، وإشارة واضحة على أن هناك جهودًا حقيقية تُبذل لإعادة بناء ما دمرته الحرب.

إن عودة رادار الخرطوم للخدمة ليست مجرد حدث فني، بل هي رمز مهم يمثل بداية عودة الحياة إلى طبيعتها. هذه الإنجازات الفنية يمكن أن تسرع بالفعل من وتيرة السلام في السودان، لأنها ترسل رسائل متعددة الأبعاد:

رسالة ثقة وأمل: تُظهر هذه الخطوات أن الدولة لا تزال قادرة على العمل وإعادة بناء نفسها، مما يعزز الثقة لدى المواطنين والمستثمرين بأن المستقبل يحمل أملاً.

بناء الجسور: تشغيل المطارات والخدمات الحيوية الأخرى يسهل حركة الأفراد والبضائع، ويسهم في فك العزلة التي فرضتها الحرب، مما يفتح الباب أمام الحوار والتواصل.

تحفيز الحلول السياسية: عندما تبدأ الأنظمة الحيوية في العمل، يشعر الجميع، بما في ذلك الأطراف المتصارعة، بأن هناك دافعًا أقوى للوصول إلى حل سياسي شامل، لأن العودة إلى الحياة الطبيعية أصبحت ممكنة.

إن عودة رادار الخرطوم للخدمة هي قصة صمود وإصرار، وهي تذكير بأن السودان يمتلك من الكفاءات والطاقات ما يكفي لإعادة بناء نفسه. إنها دعوة للتفاؤل، وإيمان بأن غدًا أفضل قادم لا محالة.