رؤية جديدة السودان

✍ عزمي عبد الرازق : سري للغاية

-

كان من الضروري التنبّه إلى خطورة تسريب ونشر كشوفات تنقلات ضباط الجيش، وما يتصل بها من سير مهنية مبذولة "للغاشي والماشي"، مدعومة بمعلومات حساسة تجعلهم عرضةً للرصد والدراسة من قِبل أجهزة استخبارات العدو، بما يفتح الباب أمام تحليل شخصياتهم وكشف مواطن القوة والضعف في مسيرتهم. فنحن نعيش في عالم متآمر، لا تفوته شاردة ولا واردة، ويترصّد ما يُشبه "كعب أخيل" في أي منظومة.

من هنا تبرز أهمية أن تتعامل الصحافة بمسؤولية وحذر بالغين مع كل ما يتعلّق بالمعلومات العسكرية أو المواقع الحساسة، وكشوفات الجيش وطبيعة مهام الضباط، تلك التي كانت إلى وقت قريب مسوّرة بعلامات صارمة "ممنوع الاقتراب والتصوير". كما أن أي تجاوز لهذه القاعدة يشكّل ثغرة تمس أمن الجيش وهيبته، ولعلّ أول شرارة جرّأت البعض على استباحة قدسية المؤسسة العسكرية كانت منذ اعتصام القيادة، حيث تم كسر حاجز الهيبة، وتكريس حالة من التجرؤ على القوات المسلحة.