رؤية جديدة السودان

✍ ضياء الدين بلال : تعيين المنصوري

-

قبل الرد على الأستاذ أحمد شموخ أود التأكيد أنني لا أعرف دكتور المنصوري على المستوى الشخصي ولا أعرف أحداً من دائرته القريبة أو البعيدة.

فكرتي الأساسية تقوم على مبدأ واضح: لا يجوز التساهل في نزع بطاقة الوطنية من أي شخص، المنصوري أو غيره، إلا إذا توفرت معلومات قطعية وأدلة حاسمة. لا ينبغي أن ندين الناس بالظنون أو الشبهات.

إشارتي إلى جغرافية مكان عمل المنصوري كانت للتنبيه إلى أن الرافضين لتعيينه لم يقدموا حتى الآن أدلة قاطعة تثبت وجود أي تعارض بين موقعه السابق ومصلحة السودان الوطنية.

تعيين المنصوري لم يكن على خلفيات سياسية بل استند إلى مؤهلات عملية وتجارب واضحة في إدارة مشاريع استراتيجية ناجحة، وكان يمكن أن يحصل على عروض مماثلة من دول أخرى. ثم إنه لم يأت إلى المنصب الوزاري مباشرة من موقعه في الإمارات، فقد تم الاستغناء عنه قبل أكثر من ثلاث سنوات.

الرجل كذلك لم يعلن عن مواقف صريحة معادية للجيش أو مؤيدة للمليشيا، ولم يمارس التشويش أو التضليل كما يفعل بعض القحاتة.

وبشكل عام، رؤيتي أن أي شخص يمتلك الكفاءة لتولي منصب مهم ويعلن صراحة وقوفه مع الشعب السوداني ضد الحرب التي تشنها المليشيا على الدولة، يجب أن نرحب به وألا نحاكم نواياه أو نختزله في تصريح سابق أو موقف قديم.

خذ مثلاً بعيداً عن المنصوري: جميعنا تأذينا من انحياز كيكل للميليشيا، وتمنينا أن يقع في أسر الجيش أو أن يُقتل. لكن أين كيكل اليوم؟ لقد أصبح من أبرز المقاتلين في صفوف الجيش، وكان له ولأتباعه دور كبير في تحرير الجزيرة والخرطوم، وهو الآن في مقدمة المطاردين للمليشيا في كردفان.

خذوا العبرة من ذلك يا شموخ، واتركوا باب التوبة الوطنية مفتوحاً. لا تضيقوا واسعاً فالوطن يتسع لكل من اختار الانحياز إليه بصدق.