رؤية جديدة السودان

✍ آمنة السيدح : تنظير ؛ الجفلن خلهن

-

يقول المثل السوداني (الجفلن خلهن اقرع الواقفات) والمثل أظنه لأصحاب (السعية)، وهي وصية للمحافظة على الواقفات وترك الجفلن وإبتعدن حتى لا تكبر الخسارة، وهنا أشير للتطعيم من مرض الكوليرا الذي ضرب مناطق كثيرة خاصة بعد معارك التحرير، وقد راح ضحيتها عددا كبيرا من المواطنيين نحسبهم شهداء لأنهم رحلو عن دنيانا بسبب كمرض البطن اللعين. والآن وبعدها مباشرة بدأت حمى الضنك تتسلل إلى الخرطوم، وهي ليست أقل ضررا من المليشيا المتمرد. الغريب أن هذا المرض بمسبباته وناقلته لا تستطيع العيش في مناخ ولاية الخرطوم، ولا ندري كيف وصل إليها، وتعايشت ناقلته ومارست نشاطها الضار.

المهم الآن بدأت حملات الرش للقضاء على الباعوضة الناقلة لهذا المرض، ولكن نكاليفها عالية جدا، فقد بلغت 4.5 مليون دولار للقضاء على حمى الضنك في الخرطوم، وأظن أن المبلغ يمكن ان يكون متواضعا قبل الحرب ولكن في ظل الحرب غير، وأعتقد سادتي أنه من المهم جدا إشراك المواطن في عملية محاربة نواقل المرض للقضاء عليه بصورة أسرع، وبالإمكانيات المتوفرة والمحلية، بل وبالخبرات المتعارف عليها في الولايات التي تعاني منها سنويا، وحتى لا يزيد الأمر سوءا لابد من تتضافر كل الجهود للقضاء عليه بالسرعة القصوى، قبل ان تقع الفأس في الرأس.