رؤية جديدة السودان

✍ أحلام محمد الفكي : من هنا يبدأ النجاح ؛ خطوات إستراتيجية نحو الإكتفاء الذاتي

-

أعلن وزير الثروة الحيوانية والسمكية، البروفيسور المنصوري، عن مبادرة طموحة تهدف إلى إطلاق ثورة إنتاجية حقيقية، شعارها "من هنا يبدأ النجاح، ومن هنا يبدأ الإنتاج، ومن هنا يبدأ الاكتفاء الذاتي". هذه المبادرة ليست مجرد خطة عابرة، بل هي خارطة طريق واضحة المعالم، تسعى إلى تحويل قطاع الثروة الحيوانية من مجرد قطاع واعد إلى محرك أساسي للاقتصاد الوطني، من خلال العمل على مشاريع إنتاجية كبرى.

تعزيز القدرات البشرية: استثمار في العقول الشابة

في خطوة غير مسبوقة، أعلن الوزير عن فتح باب التعيين للخريجين المتميزين أكاديمياً في مجالي الطب البيطري والإنتاج الحيواني. هذه المبادرة ليست مجرد فرصة عمل، بل هي دعوة مفتوحة للشباب الواعد للانخراط في مسار مهني وأكاديمي جديد، يربط بين المعرفة النظرية والواقع العملي، ويضمن توجيه الطاقات الشابة نحو المشاريع التي تصنع الفارق. هذا الاستثمار في العنصر البشري هو حجر الزاوية لتحقيق التنمية المستدامة، وضمان مستقبل مشرق لقطاع الثروة الحيوانية.

مدينة الإنتاج الحيواني:

مركز للتميز والجودة

تتمركز الخطة الاستراتيجية للوزارة في ولاية نهر النيل، حيث سيتم إنشاء "مدينة التصنيع الحيواني". هذه المدينة ليست مجرد مزارع تقليدية، بل هي صرح متكامل يضم مزارع متطورة للأبقار، الضأن، الماعز، والإبل. الأهم من ذلك، هو وجود مصانع حديثة لتصنيع اللحوم وتعبئتها وفقاً لأعلى المعايير العالمية، مع الحصول على شهادات جودة مرموقة مثل ISO. هذا التوجه نحو الجودة العالمية يعكس رؤية الوزارة في تعزيز القدرة التنافسية للمنتجات المحلية، ليس فقط في الأسواق الداخلية، بل أيضاً في المحافل الدولية.

مشاريع متعددة الأبعاد: خطوة نحو الاكتفاء الذاتي

تتضمن المبادرة مجموعة من المشاريع الاستراتيجية التي تغطي جوانب متعددة من قطاع الثروة الحيوانية. من مشروع الألبان الذي يهدف إلى سد الفجوة في استهلاك منتجات الألبان، إلى مشاريع الخرفان، الماعز، والإبل التي تخدم أسواق اللحوم المحلية والخارجية. كما تشمل المبادرة مشاريع نوعية مثل مشروع النحل لإنتاج العسل، ومشروع الأسماك لتنمية الثروة السمكية، ومشروع الخيول الذي يفتح آفاقاً جديدة في مجال الرياضة والسياحة. كل هذه المشاريع تأتي في إطار شراكة استراتيجية بين وزارة الثروة الحيوانية وولاية نهر النيل، بهدف توفير فرص تمكين حقيقية للشباب المتميزين، وفتح مسارات جديدة للعمل والإنتاج.

نعم، إنها خطوات جريئة ومهمة من قبل وزير الثروة الحيوانية، تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في هذا القطاع الحيوي. هذه المبادرة، التي تجمع بين الاستثمار في العقول الشابة وتطوير البنية التحتية الإنتاجية، تعد نموذجاً يحتذى به للنهوض بالاقتصاد وتحقيق الاكتفاء الذاتي..وعلى درب التنمية والتطوير تمضى بعون الله المسيرة .