رؤية جديدة السودان

✍ عزمي عبد الرازق : الجزيرة تصنع درعها

-

ينظر السواد الأعظم من أهل الجزيرة، ومحيطها ربما، بمختلف توجهاتهم السياسية والفكرية، إلى درع السودان بوصفه ضرورة فرضتها عليهم التجربة الجنجويدية القاسية من نهب وقتل واغتصاب، لا باعتباره أداة للضغط السياسي أو وسيلة لانتزاع المناصب. فالناس هنالك، وهم أهلي وأعرفهم، ليسوا طلاب سلطة، فقد اعتادوا أن يبنوا مدارسهم ومستشفياتهم ومحطات مياههم، بجهدهم الذاتي. ولذلك فإن "الدرع" بالنسبة لهم يمثل قوة مدخرة للحماية من أي مخاطر محتملة، في بلد يرزح تحت هشاشة أمنية ولا أحد يعرف من أين، ومتى سوف تأتيه الضربة القادمة، وبالتالي على الجهات الموسوسة، داخل أجهزة الدولة، والتي انبرت عبر المنصات الإعلامية الممولة للهجوم على الفكرة أو السعي للتخلص منها، أن تعي أن سكان الجزيرة، وربما غيرها من ولايات السودان، قد وجدوا في الدرع ضالتهم، وإذا لم يظهر في زمانه لكانوا اخترعوه، لحماية أنفسهم، قبل كل شيء، فالقضية ليست مرتبطة بشخص "كيكل"، فهو مجرد "حيطة قصيرة" يتخذها بعض المرضى للهجوم على الفكرة ذاتها. ولو لم ينهض بها لكان الناس قد ابتكروا بديلاً آخر يجسدها، لأن الفكرة سكنت وجدانهم، وبعثت فيهم معاني الشجاعة والتضحية، وهاهو الشاعر بشرى ود البطانة يعبر عن هذه الروح في أغنيته الحماسية الجديدة، التي زانها صوت فهيمة ألقاً وجمالاً.