✍ أحلام محمد الفكي : السودان ؛ بين صمود شعب ومرارة الواقع

إلى أين وإلى متى؟ سؤال يتردد صداه في أزقة المدن، ويئن تحت ثقل المعاناة في قلوب الملايين. السودان، البلد الذي كان ينبض بالحياة، أصبح اليوم مسرحًا لمعاناة لا تنتهي. الشعب السوداني، المعروف بصبره وصموده، يواجه اليوم تحديات تفوق قدرة البشر على التحمل.
الأمراض، الفقر، والبطالة ليست مجرد كلمات في تقرير، بل هي حقائق يومية يعيشها السودانيون. الخدمات الأساسية أصبحت ترفًا بعيد المنال، فالحصول على الرعاية الصحية، أو حتى مجرد الوصول إلى مكان العمل، تحول إلى رحلة شاقة مليئة بالعقبات. ضغوط نفسية لا تحصى تنهش الأرواح، فالقلق على المستقبل ومصير الأهل والأحباب أصبح جزءًا لا يتجزأ من روتين الحياة اليومي.
المعادلات الصعبة تزيد من عمق المأساة. الموظف الذي
لا يتجاوز راتبه الستين ألف جنيه، يجد نفسه أمام أسعار جنونية. سعر أنبوبة الغاز وحدها قد يلامس راتبه الشهري، فكيف له أن يوفر الغذاء، والمسكن، ومستلزمات الحياة الأساسية؟
هذه ليست مجرد أرقام، بل هي معاناة حقيقية تكسر ظهر الإنسان.
النازحون داخل وخارج البلاد يواجهون مأساة أخرى. فكثيرون منهم فقدوا كل ما يملكون، فمنازلهم التي كانت ملاذهم الآمن لم تعد سوى أطلال، حتى كوابل الكهرباء لم تسلم من النهب.
أحلام العودة إلى الوطن تصطدم بواقع مرير، واقع يفرض عليهم العيش كضيوف عند أقاربهم، في انتظار فرج لا يعلمون متى يأتيهم.
هذه ليست نهاية الحكاية، فصمود الشعب السوداني يمثل بصيص أمل في هذا النفق المظلم. هذا الشعب الذي لم يقصر يومًا، ينتظر من الأيادي التي تدير شؤونه أن توفر له أبسط حقوقه، وأن تعمل على إعادة بناء ما تهدم، وإعادة الأمل إلى القلوب. فمتى ستنتهي هذه المعاناة؟ ومتى سيعود السودان كما كان، بلدًا آمنًا ومزدهرًا؟.