✍ أحلام محمد الفكي : قرع الأمل في الخرطوم : عام دراسي جديد ينبض بالحياة

مع إشراقة شمس الأحد،امس السابع من سبتمبر، لم يكن الصباح في الخرطوم مجرد يوم جديد، بل كان بداية فصل جديد من فصول الأمل والمثابرة. لقد عادت الحياة إلى شرايين العاصمة، وعادت معها أصوات الجرس المدرسي التي طالما غابت، لتعلن انطلاقة العام الدراسي الجديد.

لم يكن قرع الجرس في مدرسة المعالي الثانوية الخاصة للبنات حدثًا عابرًا، بل كان إيذانًا بانبعاث جديد، وتدشينًا لمرحلة تتطلب من الجميع الإخلاص والتفاني. لقد كانت لحظة امتزجت فيها المشاعر؛ فخرٌ بالماضي، وأملٌ في المستقبل.

تحيةٌ واجبةٌ لأرواح الشهداء الأبرار الذين رووا بدمائهم الزكية تراب الوطن، وللقوات النظامية الباسلة التي سطّرت أروع ملاحم البطولة في سبيل تحرير الخرطوم.

إن عودة التعليم اليوم هي ثمرة تضحياتهم، ووفاءً لمسيرتهم.

لقد أكد قادة التعليم على أن هذه العودة ليست مجرد استئناف للحصص الدراسية، بل هي عودة إلى غرس القيم النبيلة، وترسيخ الأخلاق الفاضلة. إن التعليم ليس مجرد معرفة أكاديمية،

بل هو بناء للإنسان وصقل للشخصية، وإعداد لجيل قادر على حمل راية المستقبل.

وبينما تتجه الأنظار إلى مدارس التعليم الخاص التي فتحت أبوابها لآلاف الطلاب، لا يسعنا إلا أن نثني على دورها الرائد، وتفانيها في استيعاب أبناء الشهداء مجانًا، في بادرة إنسانية نبيلة تستحق كل تقدير واحترام.

إن ما تشهده الخرطوم اليوم هو انتصار للإرادة الوطنية، وشهادة على صمود شعب لا يلين. عام دراسي جديد يحمل في طياته الكثير من التحديات، ولكنه يحمل أيضًا إيمانًا عميقًا بأن التعليم هو أقصر الطرق نحو مستقبل مزدهر لوطن يستحق الأفضل.