رؤية جديدة السودان

✍ أحلام محمد الفكي : صمود الخرطوم في وجه طائرات الغدر

-

لا تزال أيدي الغدر والمليشيات تنفث سمومها وحقدها الدفين، مُحوّلةً سماء الخرطوم إلى ساحة للرعب . فجر هذا اليوم لم يكن كأي فجر، بل كان فجرًا يحمل معه صوت الموت، إذ شهدت عاصمة السودان هجومًا جبانًا بـ11 طائرة مسيّرة انتحارية ، استهدفت مناطق ومواقع مختلفة في ولاية الخرطوم.

إنها محاولات يائسة تعكس الانهيار التام والهزائم الساحقة التي مُنيت بها هذه المليشيات على جبهات القتال، خاصة بعد هزيمتها المدوية أمس في جبهات كردفان. وكما تقول القاعدة: "الضعيف يلجأ إلى الغدر"، وهذا ما تفعله هذه المليشيات اليوم. فبدلاً من مواجهة شريفة، تلجأ إلى تكتيكات الجبناء، حيث تستخدم الطائرات المسيّرة لإرهاب الآمنين والمدنيين، في محاولة بائسة لتعويض خسائرها الميدانية.

وبحسب التحليلات الأولية، فإن هذه الطائرات تم إطلاقها على الأرجح من مدينة بارا، وذلك لعدة أسباب، أهمها أن قوات المليشيات المتمركزة هناك تمتلك أعدادًا كبيرة من هذا النوع من الطائرات. ولكن، وربما بفضل الله، فإن هذه الطائرات لم تُصِب أهدافها بدقة لأسباب فنية متعلقة بطبيعة هذه الطائرات الانتحارية. والترتيبات الفنية جارية للتعامل مع هجمات مماثلة في المستقبل.

إن هذه الأفعال الجبانة لن تكسر عزيمة الأبطال، ولن تُثني الشعب السوداني عن مسيرته نحو الحرية والاستقرار. فالمليشيات المتمردة لن تتوقف عن اللجوء إلى مثل هذه العمليات التخريبية في محاولة يائسة لإثبات وجودها، ولكنها لن تنجح. وسيبقى صمود الشعب السوداني وتضحيات أبطاله هم السياج الذي يحمي الوطن من كل شر.

هذه الهجمات لا تعدو كونها ضربات استعراضية يائسة من مليشيات مهزومة، تحاول إخفاء هزائمها الكارثية على كافة الجبهات. لكنها ستظل مجرد فقاعة ستنفجر على صخرة صمود الشعب السوداني.