✍ د. عبدالسلام محمد خير : في سيرة المشهد التلفزيوني الآسر

في سيرة المشهد التلفزيوني الآسر..(سيف وتلك الأيام)
0.. بروفسور علي محمد شمو، له خالص التقدير، فاجأني بسؤال وهو بصدد تقديم كتاب(إعلاميون وصحافيون في الخاطر).. ما هي مرجعيتك للتوثيق لهذه الشخصيات)؟..قدرت أنه قصد التذكير بأهمية السيرة الذاتية لمن ورد ذكرهم ..والحقيقة هي إنه تعذر الحصول على سيرة مكتوبة منهجيا لمعظم من ورد ذكرهم ،مع جزيل ما فعلوا.. فعولت أكثرعلى(شهادات الحضور)لدى الرحيل، فما أوفاها..لقد أفاضوا في حق من غابوا، رحمهم الله، تاركين بصماتهم تلهم الدعاء لهم، وتعين من بقوا على عهد الوفاء لإعلام بلد يكافح شعبه وجيشه لحماية أرضه،هويته..كم من أوفياء رحلوا في صمت تاركيين سيرتهم تشهد لهم..تقبل الله.
0..الإعلامي (سيرة ذاتية مخدومة)-كذلك الصحفي..شكرا(بروف)..فمع سخاء ما قيل على سبيل الوفاء تشكل السيرة(على النت) ضرورة للتعرف على مقام من ضحوا والإحتفاء بهم على سبيل(كرموهم قبل أن تؤبنوهم)-كما ناشد من كان يحسن الظن في مشاهديه عبر برنامج وثائقى شهير(أسماء في حياتنا).. التقدير والعرفان لمقدمه الدكتور عمر الجزلي،متعه الله بالصحة والعافية..المصور،حربا وسلاما،جدير بالذكر، مع إنه عادة(لا يذكره أحد إلا حين تتعطل الكاميرا)-قالها وزير إعلام..هناك(مصور)والجلسة محضورة برموز البلد،إنه بين من يصنعون الأحداث.. من يبهر بصورة للحدث جدير بأن يعرفه الناس..أسهمه متصاعدة مع كسب المعارك والتطور التقني(مصور فمخرج فمدير)..فى الأمر توطئة حدثت في عهد مدير التلفزيون دكتور جمال الدين عثمان..لقد أشاع (ثقافة الصورة)- فالتلفزيون(مشهد)..جعل برنامجه(5 دقائق) مثالا..بدأت البرامج(الكلامية)تتوارى..هناك من تأثروا بهذا الطرح،وجعلوا(الصورة)في التلفزيون أولا..فهل نذكرهم؟.
0.. فى ذكرى رحيله(سبتمبر ١٩٥٥- ٢٥سبتمبر ٢٠١٨) سنحت فرصة للتوثيق مما فاض من ذكريات تحيط برئيس قسم التصوير السابق بالتلفزيون(سيف غندور)-عليه رحمة الله..كلمات وفية إنسابت يوم رحيله بحضور قيادات التلفزيون والعاملين بالادارات المختلفة..وما زالت..فلقد ورد الكثير على لسان من عرفوه،الأستاذ على الريح،الأستاذ جمال الدين مصطفي،المخرج عبدالعظيم قمش،المنتج علاء الدين الضي،ورئيس قسم التصوير من بعده عباس سليمان الذى أفاض في ذكراه ولقد كان قريبا منه لدى مرضه ووفاته،عليه رحمة الله..يقول الأستاذ على الريح،مدير البرامج الأسبق:(هو أحد أبنائي الذين أشرفت على تدريبهم ليتميزوا برامجيا..عمل بكفاءة عالية..كان قريبا من المهندس حسن أحمد عبدالرحمن مدير التلفزيون، وقد بث فيه الثقة ليكون مصور التغطيات الخارجية..رافقني في مباريات الفريق القومي والهلال والمريخ الخارجية.. لنا علاقات أسرية غرسها الأخ سيد المعتصم والد الإبنة العزيزة سامية التي تزوجها سيف)..إن (سيد المعتصم)رحمه الله،إعلامي قيادي،لأسرته مكانة رفيعة في البلد..شغل منصب(أمين عام مجلس الصحافة والمطبوعات)-1983و(أمين مجلس المصنفات الفنية والأدبية)..(أسهم فى إرساء قيم المسؤولية الإعلامية)..إبنه دكتور عماد وثق لبصماته للأجيال ..ونبقى في سيرة(جيل سيف) وبصماتهم.
0..يشهدون ويتواصون على الصورة:
- الأستاذ جمال الدين مصطفي ،مدير عام الهيئة سابقا يقول:(سيف رجل المهمات الصعبة..هرم من إهرامات التلفزيون الممسكة بأدوات المهنة..أخلاقه نعدها نموذجا للخلق الإنساني الرفيع..إقترن إسمه بالرحلات الرئاسية للداخل والخارج..إرتبط بتصوير المناسبات العامة خلال ولاية المدير العام، مهندس حسن أحمد عبدالرحمن..سيف له(رؤية) في(طلة)الضيف..فالصورة عنده إضاءة،أزياء،محتوى معزز للخطاب العام..فكأنه من يصنع الحدث وهو يصوره.
- عرفه إحتكاكا بالأستديوهات،مخرج مبدع خلوق هوعبدالعظيم قمش.. يقول:(سيف غندور هو أحد قاده التصوير بالتلفزيون من قبل ظهور الرقمنة وكميرات الفديو المتنقلة..أوكلت له مهمه تغطية الأحداث الكبيرة في البلد..له ذاكرة كبيرة ذاخره بالأحداث..ظل يسهم في تدريب المصورين،وتطوير قسم التصوير).
- منتج برامج المنوعات والسهرات علاء الدين الضي يصفه بأنه(متميز في تعامله، متصالح مع نفسه).. (ألمس عنده الإستعداد لحل ما يعترض العمل بل يشارك في الحل) ..(مبدع في مجاله، تطمئن عندما تجده ضمن فريق العمل.. يتذوق اللقطات..يطورها)..إجتماعيا سباق..تعرضت لحادث فجدته وزوجته الوفية الزميلة ساميه المعتصم أول من كان معى..تقبله الله وأسكنه فسيح جناته، وبارك في ذريته).
0.. كان قد تواتر فيض من الوفاء من زملائه في وداعه، العاملون بقسم التصوير الإخباري ،التصوير الإلكتروني،والتصوير البرامجي، ومن تولى رئاسة القسم من بعده-عباس سليمان وحديثه يفيض وفاء في حق الراحل..هناك تضحيات وهناك شهداء،تقبل الله جميع من رحلوا وأحسن إليهم، وتحية لمن بقوا على العهد..في القاهرة فريق كامل من التلفزيون تعهد بأن يسعف الحال والحرب تتمدد، يتصدرهم أولوا عزم في التصدي للشدائد، بورك فيهم ومعاونيهم و(قروباتهم)-زاد الله(شريف) وزملائه توفيقا..ما دمنا في سيرة(مصورين بلا حدود) فمنهم من تعهد بالتواصل بما يطمئن ذويهم،عباس هذا الهميم وزميله الفاتح مهدى..كلاهما معروف بعلاقاته السخية..في هذا السياق تتجلى اهمية الأفلام الوثائقية حول دور من عملوا بالتلفزيون وتميزوا..إستعدت مع عباس أسماء في الخاطر عديدة،لا يسعها هذا المقام..وحتما هم مذكورون،فاسماؤهم ظلت على الشاشة،وبصماتهم تدل عليهم..وحلم التوثيق لهم قائم.
0.. والبصمات تحكي:
التصوير وفق(رؤية).. (Vision) بعد التحول إلى(فضائية)ظل هاجسا..متى جرى توثيق سيشهد بذلك إداريون،مهندسون،فنيون،برامجيون،باقون على العهد بين أيديهم أصبح التلفزيون(فضائية)-1995..صاحب هذه الذكرى،سيف،تولى رئاسة قسم التصوير البرامجي في هذه الفترة،سبقه الخبير محمد خير ساتي،رحمهما الله..ومن بعدهما عباس سليمان متعهدا بتعزيز جهود من سبقوه إعلاء لشأن الصورة.. تجلت لمسات عباس لدى مشاركتنا فى إحتفالية الكويت عاصمة للثقافة العربية،فلقد جرى تقييم رسائلها بدرجة(إمتياز)- منتاج المبدع محمد عز الدين..هذا المصور كان يصور وفق(رؤية)تنسجم مع أهداف(تطوير مشهد الشاشة)..وكان هذا الإتجاه قد أصبح ديدن قسم التصوير وكل الأقسام مما شكل ملحمة يوم أفتتاح(الفضائية السودانية)..ويا لتلك الأيام وروادها- سيرتهم بقيت مقترنة بهذا(الحدث الفضائي)..لقد وثق التلفزيون لميلاده عبر فلم(تلفزيون السودان..أصل الحكاية) إخراج أبو الحسن الشاذلي..إن نشأة (الفضائية) جديرة بفلم تلوح مادته بين هذه السطور(تلفزيون السودان..تلك الأيام)..أيام الاهتمام بالصورة وجماليات الشاشة كمدخل للمحتوى وكمهر للعالمية.
0.. سيرة واحد من تلك الأيام:
الإسم (سيف الإسلام فتحي عبد العزيز غندور).. السكن منزل والده بالثورة، من مواليد ١٩٥٥،توفي إلي رحمة الله في ٢٥سبتمبر ٢٠١٨م..جامعي، تفانى في عمله بالتلفزيون منذ إلتحاقه به حتى العام ٢٠٠٣َم.. تخصصه التصوير،تدرج لرئيس قسم ، وساهم في رقمنته.. تخرج على يديه جيل من المصورين ظهرت بصماتهم عبر البرامج والمسلسلات..رافق رئيس الجمهورية في زيارته لأوربا وأمريكا..شارك في نقل مباريات خارجية شهيرة،وهل(سيكافا)تنسى؟..هو ممن أسسوا النقل المباشر للمباريات بصحبة المعلقين، على الريح، الرشيد بدوي عبيد،المرحوم سيف الدين على، أسامة صالح،محمد شريف، وحافظ خوجلي..تعاون مع عدد من المخرجين، بدر الدين حسني، محمد الحسن السيد، محمد الأسد، عصام الدين الصائغ،سيد محمود،مجدي مبيوع..وعدد كبير من الفنيين والمصورين.. تدرب على يد خبيرألماني..و(يتفاني في عمله)..(خفيف الظل،محبوب،ذو فكاهة،لايعتب على أحد).
0.. أسرة باقية على العهد تتعهد:
الزوجة،زميلته،مختصة برامج الأطفال والأسرة، سامية سيد المعتصم..لهما أربع خريجات وسفيان المتعدد القدرات، معروف بتوقيعه فضائيا،عن تميز..أسرة إبداعية تتعهد بالمواصلة، تدل على إضافاتها المتميزة بصمة صاحب هذه السيرة كمصور متعدد القدرات، مخلص لعمله ولتلفزيون بلاده..رحم الله (سيف غندور)وجعل البركة في عقبه وزملائه ومهنة شغفها وطن(يملأ العين)..تنوعا وسلاما،عن(رؤية) ثاقبة.