✍ ياسر الفادني : بيوت الله تقصف فماذا تبقى من شرف الأمة؟

في الفاشر، لم يكتمل التكبير … وتحوّل النداء المقدّس إلى صرخة رعب، وانقلب الدعاء إلى همسات موت، عشرات المصلّين، وجباههم ما زالت على الأرض، سقطوا برصاص وقذائف أيدٍ لا تعرف للقداسة معنى، دماؤهم خضّبت سجاد المسجد، والمآذن ارتجفت وهي ترى رُكّعاً سُجوداً يُقتلون تحتها
هذه ليست المرة الأولى… من كرري في أم درمان إلى بحري والجزيرة، كل مسجدٍ صار احتمالاً للموت، تُحرق بيوت الله، وتُهدم المآذن، وكأن الطغاة يختبرون صبر العالم وصمته، أيُّ دينٍ وأيُّ إنسانية تسمح بأن يُقتل من رفع يديه للسماء وهو يقول: السلام عليكم ورحمة الله ؟
والعالم… يا للعالم! بياناتٌ باردة، ووجوهٌ تبتسم في مؤتمرات دولية بينما مساجدنا تتحول إلى قبور جماعية، صمتٌ لا يليق إلا بالمتواطئين، أهذه هي الضمائر التي تتشدّق بحقوق الإنسان؟ أهذا هو المجتمع الدولي الذي يزعم حماية المدنيين؟
يا مسلمي العالم، إن بقي في العروق نبض، فلتغضبوا غضباً يليق بحرمة المساجد ودماء الأبرياء، لا تسمحوا أن يُمحى اسم الفاشر وامدرمان والجزيرة من الذاكرة كأن شيئاً لم يكن، اليوم يُقتل المصلّون في السودان… وغداً قد يطرق الخراب أبوابكم
لتعلُ أصواتكم كما تعلو المآذن التي أرادوا إسكاتها، لتكن هذه الدماء الطاهرة عهدًا بأن بيوت الله ليست وحدها، وأن الأمة لا تزال تعرف معنى الأخوّة، فالسكوت خيانة، والصمت شهادة زور… والمآذن تصرخ: أفيقوا قبل أن تبكي السماء عليكم جميعاً.