رؤية جديدة السودان

✍ ضياء الدين بلال : الحقيقة التي سيسطّرها التاريخ بأحرف من نور

-

الحقيقة التي سيسطّرها التاريخ بأحرف من نور أن الجيش السوداني استطاع، ببسالة نادرة، أن يقف رابط الجأش، موحد القيادة، ومتماسك الصفوف أمام واحدة من أعقد المؤامرات التي واجهتها دولة وجيش في العصر الحديث.

مؤامرة متعددة الأطراف:

مؤامرة ذات تمويل إقليمي مفتوح، يبدأ من الوجبات الجاهزة وصولا إلى المسيّرات والمدرعات.

مؤامرة وجدت في بعض دول الجوار منصات ومعابر لتدفق المرتزقة المأجورين والأسلحة والعتاد.

مؤامرة ذات ذراع سياسي داخلي، يوفر الغطاء، ويروّج السرديات المضادة للجيش، ويزينها بشعارات الحياد وبيانات الإدانة الخجولة.

غير أن حسابات البغاة والغزاة وقوم تبع جاءت عكس ما تمنوا:

كان رهانهم على انقسام الجيش على أسس جهوية وإثنية، فكان الرد صلابة وتماسكا، وتوسيعا لقاعدة التنوع الوطني بانضمام الحركات المسلحة تحت لوائه.

وكان رهانهم على انحياز ضباط الجيش إلى المليشيا، فوقع العكس؛ إذ خرج الضباط من تحت عباءتها وعادوا إلى صفوف مؤسستهم الأم.

اليوم تجد المليشيا نفسها في مواجهة الأغلبية الساحقة من المكونات السودانية: من الإسلاميين بكل تياراتهم – كيزانا وسلفية وصوفية – إلى لجان المقاومة الثورية في الخرطوم الغاضبة، مرورا بملوك الاشتباك ومن ورائهم مجموعات اليسار النقي الذي لم يتلوث بأموال المنظمات المشبوهة.

وهكذا يثبت الجيش السوداني أنه ظل ركيزة الدولة وحارس وحدتها الوطنية، وأنه السند الذي يستند إليه الشعب في مواجهة المؤامرات، والضامن لمسار السودان نحو مستقبل أكثر استقرارا وأمنا.