رؤية جديدة السودان

✍ محجوب فضل بدري : السيف والنار في فاشر السلطان

-

-كنتُ أظُنُّ أن سلاطين باشا الضابط النمساوى النشأة، الاستعمارى النزعة ،السيئ السمعة، الاستعمارى الصنعة، قد غالىٰ كثيراً وهو يصف حكم الخليفة عبدالله الذى ينسب اليه كل بدعة، ويتهمه بالولوغ فى الشهوات والمتعة، وارتكاب المجازر البشعة وقد روىٰ ذلك فى كتابه الموسوم (السيف والنار فى السودان) الذى اقتنيته لأربع مرات كانت الأولىٰ منذ عهد الشباب وفقدته بسبب اعارته لصديق وتكرر معى ذلك لأننى لم أستمع لنصيحة القائل:-

-ألا يامستعر منى كتابى،،فان اعارتى للكتب عارُ .

-فمحبوبى من الدنيا كتابى،،فهل أبصرت محبوباً يُعار !! .

وقد أتحفنى بنسخة خاصة الشاب النابه مازن الفاتح درونكى.

-لكن ظنونى فى كذب وغلواء سلاطين قد تبددت فهو عندما يصف (جنجويد التعايشى) فى ذلك العهد غير البعيد وتوحشهم وظلمهم وتعطشهم لسفك الدماء،وذلك لم يكن حسب قول سلاطين لايمانهم بصدق ادعاء المهدية بقدر ماهى رغبتهم الجامحة فى الحصول على الغنائم والاستيلاء على أراضى ضفاف النيل، وسبى نساءه واغتصاب بناته واستعباد أهله فى فلاحة الأراضى،أو صناعة الطعام لصالح المستوطنين الجدد. يساعدهم فى ذلك جور الخليفة عبدالله، وظلمه الفادح،وقد نَصَّ عليه: (بأنه هوىٰ بالأمة السودانية الى حالة مُكربة مؤلمة لانستطيع وصفها وقد ضعف فيها المستويان الرئيسان لبقاء الأمم،وهما الأخلاقى والدينى) لايذهب وصف سلاطين بعيداً عن مايجرى فى بلادنا اليوم فاننا نجد تطابقاً كاملاَ بين جهدية آل دقلو وجنجويد التعايشى !! لا فرق.

ومثل نُصرة الدين عند الحهدية نجد القضية المزعومة عند المليشيا هو تفكيك دولة ٥٦ .

-وبطبيعة الحال فالواقع المعاش يرينا كيف لم يسلم أهل دارفور من بطش أولئك الأوباش فى عهد التعايشى أو فى عهد المليشى، فهاهى فاشر السلطان التى قاومت وتقاوم مئات الهجمات،ومن أشرسها وأشنعها وأخزاها جريمة الهجوم على المسجد المكتظ بالمصلين وهم يؤدون صلاة الفجر .

ما تعجز الكلمات عن وصفه، الشئ الذى حدا بالدكتور الهادئ الوقور السيد جبريل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة وزير المالية الى أن يخرج من هدؤه المعروف ويقول [لن ننتظر يوم القيامة!!] بل سنثأر لشهدائنا فى الدنيا قبل الآخرة،ونجتمع مع خصومنا عند الله يوم القيامة، وهو قول سيتبعه العمل باذن الله.

-ولو كان سلاطين باشا الذى حكم دارفور قبل المهدية شاهداً على فظائع الجنجويد لاعتذر للخليفة عبدالله الذى فقدت أعداد السودانيين فى عهده مايصل الى ٧٥% من جملة السكان بسبب الحروب والمجاعة والأمراض، وذات النسبة بل وأكثر تحدثها الآن الحرب التى بدأتها المليشيا، فقتلت ودمرت وهتكت واغتصبت وشردت وأجبرت الملايين على اللجوء والنزوح.

يقول سلاطين فى خاتمة كتابه:كان السودان على مقدار مذكور من المدنية والنهوض فأصبح منكوداً متخبطاً فى طرقات الجهالة والظلم،بعد أن ألقيت مقاليد الحكم فيه الى قوة همجية وحشية.... ولا يمنعنا مقتنا للمستعمر من أخذ ما صح من أقوال سلاطين فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى الناس بها

-ويافاشر السلطان لن تضام ولن تسعبد بعد الآن،

ألا ان نصر الله قريب.