رؤية جديدة السودان

✍ آمنة السيدح : تنظير ؛ حمى الضنك والقتل العمد!!

-

إنتشار واسع لباعوض حمى الضنك، وإنتشار مخيف للمصابين بها وسط المواطنين، ومجهودات تبذل من الجهات الرسمية والشعبية، إجتماعات وتحركات ماكوكية للحكومة الإتحادية والولائية، فتح مستشفيات وأقسام ومراكز للعلاج، حملات مكثفة للقضاء على نواقل الأمراض، وأعتقد إنها الخطوة الأهم، رغم ذلك يحتاج الموضوع لمزيد من الجهد الشعبي والرسمي نعم الشعبي أولا، لأن النواقل تتوالد في المنازل أكثر من غيرها خاصة وأن قطوعات المياه أصابة المواطن بفوبيا تخزينها، وهي بالطبع حواضن أساسية لتوالد كل أنواع الباعوض المزركشة أو الأنوفلس، إذن القضاء عليها يتم من المنازل وبالطبع بمشاركة الجهات الرسمية التي من أوجب واجباتها توفير المبيدات وأدوات النظافة.

سادتي قبل أيام إتصل على أحد المواطنين وقال إنهم تحصلوا على درب البنادول بعد رحلة طويلة من البحث المضني، وكان سعره يفوق العشرة الف جنية، مما يعني أن هناك من يقومون بأخذه من صيدليات المشافي لبيعه بأسعار باهظة، ثم بعد ذلك إنتشر في وسائل التواصل الإجتماعي خبر عن تكدس مخازن الإمدادات الطبية بعلاجات حمى الضنك، ونفت وزارة الصحة تلك المزاعم وقالت الوزارة في بيانها إنها على علم بكميات الأدوية المتوفرة في الإمدادات الطبية وتدفقاتها للولايات، بل وأوضحت الوزارة أن الصور التي إنتشرت لا علاقة لها بعلاج حمى الضنك الذي يعتمد المحاليل الوريدية ودرب البنادول بينما الظاهر في تلك الصور هي كميات من حقن تطعيم للأطفال.

وهنا يجب القيام بتحقيق شامل وفي كل المستويات والمسارات لمعرفة المتسببين بخلق تلك البلبلة وترويج الإشاعات، كما أنه لا يجب أن يتوقف الأمر عند مطلقي تلك الإشاعة فحسب بل يجب أن يتعداهم للذين يستثمرون في أرواح المواطنين ويسعوا لخلق شح وندرة ليبيعوا تلك العلاجات بأثمان عالية للمواطن المغلوب على أمره، ويجب أن تكون محاسبة جنائية وتحت مواد القتل العمد لأن المتاجرة بأرواح المرضى تعني القتل العمد فعلا.

وعلى كل حال من المهم الآن أولا سادتي توفير الأدوية في كل المستشفيات والمراكز الصحية حتى يكون العلاج في متناول يد المواطن.

تنظير أخير...

سادتي لا بد من التنبيه لأهمية عزل المريض داخل ناموسية حتى لا يصاب الأصحاء بالمرض بوسطة نقله من المريض بواسطة الباعوض المزركش.