رؤية جديدة السودان

✍ د. ماجد السر عثمان : مراسي ؛ وعلى مثل إيلا فليَنْتَحِب الوطن

-

وعلى مثل إيلا فليَنْتَحِب الوطن...

يُروى أن شيخًا حكيمًا ورعًا، كان الناس يلجأون إليه في الملمات، يبتغون عنده سكينة الحكمة التي تُطفئ لهيب المصاب.

وذات فجيعةٍ، فُجع الشيخ بوفاة أحد أبنائه اليافعين.

غير أن الناس ذُهلوا حين رأوه يبكي وينوح، وقد عرفوه صبورًا ثابتًا كالجبل.

اقترب منه أحدهم وقال متعجبًا:

ــ ما هذا يا حكيم؟ لقد خذلتنا في موطن كنا نراك فيه مثال الصبر والرضا.

فقال الشيخ، والدموع تنحدر على وجنتيه:

ــ والله ما أبكي على ولدي الذي توفي في ريعان شبابه،

ولكني أبكي على العلوم التي كان يحملها، ولم تنتفع بها الأمة...

رحل إيلا، ومثله كثير... ومثلهم ينتظر.

رحلوا قبل أن يستفيد الوطن من عقولهم وخبراتهم وطاقاتهم.

رحم الله إيلا، الرجل السوداني الأصيل،

الذي أثبت نجاحه في مواقع عدّة، وأخلص العطاء،

ثم مضى بصمت... وترك الوطن يبكي على خسارته.

وعلى مثل إيلا... فلينتحب الوطن.