رؤية جديدة السودان

✍ آدم تبن : حكاية من حلتنا ؛ المعلم نواره بلدنا

-

بالتأكيد لولا ذلك المعلم الذى قدم عصارة جهده ليعلمنا فك الحروف فى أولى مراحل الدارسة لكانت الأمية والجهل هى مانوصف به فى عهد التطور التكلنوجى الذى قلب واقعنا من التقليدية الى التكنلوجيا ، وحكاية من حلتنا رأت البشر والسرور فى نفوس المعلمين والعالم يحتفل معهم بيوم المعلم العالمى فى الخامس من أكتوبر، فالمعلم هو (نوارة بلدنا) وشعلتها التى تحترق لتضى الطريق للأجيال الجديدة ، فالعلم بالمعلم ومن يرغب فى تعليم إبنه عليه أن يخطو به خطوات جادة نحو المدرسة فى حلتة أو حيه قسطا من التعليم لينال يستبين به سبل الحياة كما قال الشاعر (وعلموا النشء علما تستبين به /سبل الحياة وقبل العلم أخلاقا) ، ومعلمينا الذين علمونا كيف نمسك بالقلم أول مرة ونحن صغار هم من يعلموننا ونحن كبار نتلقى تعليمنا العالى على يديهم ، فكل معلم قدم علمه للتلاميذ والطلاب يستحق أن نقول له شكرا فقد كنت خير معلم قدم لبلاده ومجتمعه وعالمه الكثير .

وحكاية من حلتنا تعيد مشهد أول يوم ذهابا الى المدرسة ومن منا لايتذكر تلك الرهبة التى تملكتنا ومعنا ولى الأمر لمقابلة المدير وهو جالس على كرسيه فى مكتبه أو خارجه ، ليمسك بقلمه ويسجل أسمك بأحرف حمراء على كراستة ذات الأوراق البيضاء بعد أن يسألك عن أسمك؟ وكم عمرك؟ ، فيا لها من رهبة تملكتنا ونحن نقف أمامه ، فهو يستحق أكثر من ذلك لأنه هو من علمنا كيف نكتب وكيف نقرأ وكيف نفكر ، بل نظمنا وقفنا فى طابور الصباح وتحية العلم بذلك النشيد الذى رسخ فى الأذهان وعندها تسمع بصوت واحد كل المدرسة ( نحن جند الله جند الوطن إن دعا داعى الفداء لن نخن نتحدى الموت عند المحن) ، فلم يكن المعلم مفصلا عن مجتمعه يتابع حالة تلاميذه ويستدعى ولى أمره فى ما يهم التلميذ أو المدرسة ، وهنا تطوف صورة المعلم رجلا كان أو إمرأة بذلك الزى المهندم والنظيف الذى يمثل فخرا لمجتمعنا فهم من رحم المجتمع يشاركونه أفراحه وأحزانه ويقابل ذلك المجتمع بالتقدير والحفاوة والإهتمام بمسكنه وطعامه وشرابه وحركته ذهابا وإيابا ، والدولة لم تهمل المعلم فكانت الحياة تمضى بسهولة ويسر دون تعقيدات أو مشاكل تولدت فى عصرنا الحاضر فعندها أصبح المعلم لابواكى له، فمن يعيد للمعلم هيبته ووقاره وإحترامه؟ .

ونقول أن المعلم حتى يومنا هذا يخرج ثمرته من تلاميذه وطلابه كمثل الثمار الناضرة والطيبة الرائحة والمذاق ، فكلنا نفرح عندما يحرز أبنائنا نتائج باهرة فى الإمتحان وننسى فضله معلميهم ، ونحزن إن كانت النتيجة عكس ذلك ونرمى عندها اللوم على معلميهم ، وكما تقول العرب : (هذا فى القياس بديع) ، لكن هذه الشموع لاتتأثر بمثل هذه التناقضات بل تمضى فى مسيرتها لا تتوقف إلا عندما يحين خطاب معاشها ممهورا بتوقيع إدارة التعليم ، وهنا ينفض منهم السامر ويبحثون عن معلم آخر يؤدى رسالته ولا يكترث للتناقصات التى لم تتغير فى مجتمعنا حتى بعد أن نال آباء التلاميذ والطلاب قسطا من التعليم ، ويمثل هذا الإحتفال زادا للمعلمين وتبيها لنا كمجتمع بأن نضع إهتمامنا فى معلمينا الكرام وهم متمسكون برسالتهم حتى فى ظروف حرب الخامس عشر من أبريل تحدوا ظروفها ، وأجلسوا دفعتين لإمتحان الشهادة السودانية ، رغم المخاطر التى تحدق بهم فى حركة تنقلهم وفى مراكز الإمتحانات والتصحيح ، فكانوا على قدر التحدى برزوا فى إصرار عجيب لأداء مهمتم حتى بعد تحرير بعد الولايات التى تأثرت مدارسها ومكاتب التعليم فيها بالحرب ، لكنهم عادوا وهم يحملون روحا وثابة الى المجد والتطور وتنمية مجتمعاتهم المحلية بالتعليم.