رؤية جديدة السودان

✍ د. طارق عشيري : همسة وطنية ؛ كيف ترتقي حكومة الأمل بتطلعات الشعب؟

-

في ظل واقعٍ مثقلٍ بالجراح، وأحلامٍ مؤجلةٍ تنتظر من يوقظها، تأتي حكومة الأمل بوصفها بارقة الرجاء في سماء الوطن، ومسؤوليتها لا تقتصر على إدارة مرحلة انتقالية فحسب، بل على بناء عقدٍ جديدٍ بين الدولة والمواطن، يقوم على الثقة والشفافية والعدالة.

لكي ترتقي حكومة الأمل بتطلعات الشعب، عليها أن تنطلق من فهمٍ عميقٍ لمعاناة الناس، وأن تجعل من قضاياهم اليومية محور كل قرار. فالإصلاح لا يبدأ من القصور، بل من الأسواق، والمدارس، والمزارع، والمستشفيات.

يجب أن تضع الحكومة في أولوياتها:

َ. ترميم الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة عبر الصدق في القول والعمل.

. تثبيت دعائم العدالة الاجتماعية حتى يشعر كل سوداني أن له مكانًا في مشروع الوطن.

. تمكين الشباب وإشراكهم في صناعة القرار لأنهم روح المستقبل.

. تحقيق تنمية متوازنة تشمل الريف والحضر معًا، دون تهميش أو إقصاء.

. تبني رؤية وطنية جامعة تعلو على الحزبية والجهوية، وتستمد قوتها من وحدة الهدف والمصير.

إن حكومة الأمل الحقيقية هي تلك التي لا تبيع الأماني، بل تصنع الأمل بالفعل، وتحوّل الحلم إلى مشروع، والوجع إلى وعي، والإحباط إلى دافع للنهوض.

ترتقي حكومة الأمل بتطلعات الشعب عندما تدرك أن الكرامة والعدالة هما جوهر التنمية، وأن بناء الأوطان لا يتم بالشعارات، بل بالعزيمة والإخلاص والقدرة على الإصغاء لنبض الشارع. فالشعب لا يريد معجزات، بل يريد من يصدُق معه… ومن يسير معه لا أمامه. وسودان مابعد الحرب اقوي واجمل