رؤية جديدة السودان

✍ راشد عبد الرحيم : إشارات ؛ إنفصال دارفور

-

في خطابه امام ما يسمي بالمجلس الرئاسي لحكومة تأسيس وضع محمد حمدان دقلو الخطوط الأولي لقيام دولته في دارفور .

أعلن حميدتي ان نيالا أصبحت العاصمة الرسمية و ليست العاصمة الإدارية .

بل اراد حميدتي ان يكون واضحا بأن أشار لأفضلية نيالا علي الفاشر العاصمة التأريخية لدارفور و لدولة السلطان علي دينار مؤسس الإقليم .

قال حميدتي ان نيالا أفضل من الفاشر لأن لها حدودا مع الخارج و ان بها تجارة و وضعها المالي افضل و بها السكك الحديدية و أنها مدينة جميلة .

هذا الإعلان يعني النية الواضحة في السيطرة علي دارفور و كل القبائل بما فيها الزغاوة بتأريخهم المشهود حاليا و سابقا كما يعني تجاوزا معنويا لقبيلة الفور التي اقام مؤسسها السلطان علي دينار الحكم من مدينة سميت بإسمه ( فاشر السلطان )

لتأكيد التوجه لإقامة حكم جديد بفصل دارفور عدد حميدتي مزايا مناطق الإقليم المختلفة مشيرا لمنتجات الجنينة و السياحة في جبل مرة و غيرها .

واضح من خطوة حميدتي إختياره لتوجه جديد تنتمي فيه دولته لمنطقة أفريقية يوجد فيها نفوذ للماهرية إذ يتمدد عرب دارفور بين دارفور و تشاد و النيجر و أفريقيا الوسطي كما ان الدولة الجديدة ستقترب من داعميها في جنوب السودان و كينيا و يوغندا

منهج دقلو في إعلان نيالا عاصمة كاملة و ليست عاصمة إدارية هو ذات نهجه الأحادي في إتخاذ القرارات بصورة فردية أيا ما تكن خطورتها و الهلاك الذي وقعت فيه قبيلته و القبائل المساندة و الأزمات التي المت بدارفور كلها بسبب قراراته التي اعلن بها الحرب و هي التي إختار بها من يشغل المناصب المهمة فنال إخوته موقع النائب لعبد الرحيم و موقع المسؤول المالي للقوني و غيرهما من اهل البيت و القربي .

ثم ان حميدتي هو من يعقد التحالفات الخارجية و كانت طائرته تجوب المنطقة من تشاد إلي جنوب السودان و إلي كينيا و يوغندا يعقد الصفقات و الإتفاقيات منفردا .

لهذا تشتت مصالح و مواقف التمرد بين تشاد و النيجر و كينيا و يوغندا و أثيوبيا و غيرها و أصبحت علاقاته الدولية مثل التي تنشأ في موائد لعب الورق تلتئم سريعا بموجب مصلحة آنية و تنفض أسرع إذا تحكمها رمية ورقة .

ختم حميدتي بقرار منه ما فعلته حكومة تأسيس التي لم يكتب لها العمر لتكمل تعييناتها و لا نعلم هل ستعتمد ذات المواقع بعد ان أصبحت نيالا عاصمة كاملة و ليست إدارية ام سنشهد تعيينات أخري ؟

تعيينات تأسيس التي قوبلت بمعارضة قوية من الرزيقات و القبائل العربية و أسكتت الأصوات المعارضة لها بالقمع و منها قيادات كبيرة في الدعم السريع و الرزيقات مثل يأجوج و مأجوج و غيره فهل سيكون للحكومة الجديدة حراس أشد بأسا بعد ان كبرت الدولة و صارت كاملة الدسم و ستكبر معها المطامع ؟ .

دولة نيالا ستكشف لأهل الإقليم ان التمرد يسوقهم نحو مصير مجهول بإتخاذ خطوات تتجه نحو فصل الإقليم عن السودان لاسيما و ان الخطوات التي إتخذها حميدتي تأت في وقت هو في أضعف حالاته و قد طرد من الخرطوم ليتشرد في دارفور و ليس له من أمل في حكم الإقليم ناهيك عن السودان .