✍ بكري المدني : الفاشر ؛ وحدة الشعور السوداني

أهم ما كشفت عنه أحداث اليوم بالفاشر حب السودانيين الكبير لهذه المدينة وتعلقهم بها وانفعالهم بما يجري على أرضها ولأهلها وقد تنقلت المشاعر من الأسى بخبر إنتشار الجنجويد داخلها الى الفرح الهستيري بإستعادة القوات السودانية لزمام المبادرة فيها ومطاردة ملاقيط الجنجويد مثل الكلاب الضالة
كان الإحساس الكبير بالفاشر
دليل وحدة شعورية وطنية غالبة ووحدة وجدان مشترك للسودانيين في المواقع والمناطق المختلفة حتى خارج السودان
اليوم ـ لم تكف هواتفنا من الرنين وامتلأ بريدنا بالرسائل والسؤال الواحد - الفاشر كيف ؟!
بقيت في الخرطوم ثلاثة شهور وهي ساقطة بيد الجنجويد وكنت في مدني ساعة دخول الأوباش إليها وعشت سقوط سنجة وتهديد القضارف وشندي وكنت مع الناس تحت قصف المسيرات في بورتسودان وعطبرة - يشهد الله و- كل أجزائه لنا وطن - ما لمست شعورا وطنيا عارما مثل ما لمسته اليوم من السودانيين تجاه الفاشر !
ليس في الأمر سر فالفاشر أسرت الناس بصمودها الأسطوري وثباتها الانفعالي - منقطع النظير -فاصبحت أيقونة معركة الكرامة ورمزها الأكبر وعنوانها الذي لم يكسر
عاشت الفاشر - حرة ابية ورمزا للجسارة والصمود وتبت يد الجنجويد

