رؤية جديدة السودان

✍ بدر الدين الباشا : هزيمة الناشئين ؛ خسارة تكشف أزمة أعمق من ستة أهداف

-

خسارة مؤلمة ونتيجة محبطة جدا، خسر فيها منتخبنا الوطني للناشئين أمام منتخب تنزانيا بنصف دستة من الأهداف. نعلم تماما أنه أمر طبيعي أن تخسر منتخباتنا وأنديتنا، لكن الهزيمة بستة أهداف تعني أن هناك خللا واضحا وأخطاء كبيرة.

هذه الهزيمة القاسية بنتيجة 6-0 في بطولة سيكافا غير مقبولة، وثقيلة على منتخبنا السوداني للناشئين، كما أنها غير متوقعة وتؤثر على مسيرة الفريق في المباريات المتبقية. كنّا نأمل أن يظهر المنتخب بمستوى مشرّف ويحقق نتائج إيجابية في أولى مبارياته، لكن الأمور لم تسر كما كان متوقعا.

الخسارة قد تكون درسا في الصمود والتعلم، لكنها — للأسف — لن تؤثر على اتحاد كرة القدم السوداني، ولن تحرك ساكنا، وستمر كما تمر المياه من تحت الجسر، كما مرت قبلها قضايا وأحداث ساخنة دون معالجة. الخسارة جزء من الرياضة في دول ومنتخبات سيكافا، لكنها عندنا لا تتحول إلى درس نتعلم منه شيئا.

في كرة القدم السودانية، تعاني منتخبات المراحل السنية من واقع مؤلم؛ إذ يتم اختيار مدربين محددين ومعدودين على أصابع اليد، وبـ«مجاملات» مكررة ومملة لتولي الإشراف على هذه المنتخبات، بما فيها منتخب الشباب والمنتخب الأولمبي. هؤلاء المدربون لا يملكون طموحا، ولا يقدمون جديدا، ولا يملكون القدرة على التطور وتحقيق النتائج، فوصلنا إلى نهاية الطريق.

الخسارة لم تعلّمنا الصمود ولا القدرة على النهوض من جديد. هذه حكاية تتكرر في كل مشاركة. لم نتعلم تقييم أخطائنا أو محاولة إصلاحها. بينما دول في سيكافا تقدمت كثيرا؛ فهذه يوغندا — مثلا — قطعت شوطا كبيرا وظهرت في كأس العالم للناشئين والشباب والمنتخب الأولمبي، وحتى منتخبهم الأول تحسن كثيرا. تعلموا كيف يواجهون الضغوط ويصبحون أقوى وأصلب.

أما نحن، فما زلنا نفشل في التعامل مع الخسارة:

لم نتقبل الهزيمة يوما ونعمل على تحليل أسبابها. لم نتعلم من أخطائنا، ولم نعمل على تصحيحها.لم نركز على المستقبل، ولم نخطط لأهداف جديدة.

الخسارة ليست نهاية المطاف؛ بل قد تكون بداية جديدة وفرصة للتعلم والنمو، إذا وُجد من يريد بصدق أن يطوّر مستواه وقدراته.